رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

الحرب التى أشعلتها إسرائيل ضد غزة الشهر الماضى أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الأحداث العالمية. عادت القضية بفضل المقاومة لتهز أركان العالم وتسلط الضوء عليها كقضية محورية. ونشطت مصر، حيث كانت أول الساعين لنصرة الحق الفلسطينى، وهو أمر ليس بالغريب عليها، فلطالما أثبتت دعمًا للقضية على امتداد التاريخ الذى وثق لها سجلات الدفاع المشرف عن الفلسطينيين قضية وشعبًا. ويحمد للدبلوماسية المصرية ما سجلته من نجاح كبير فى أروقة المجلس الدولى لحقوق الإنسان فى جلسته التى عقدت فى السابع والعشرين من الشهر الماضى، وهو ما أدى إلى فتح تحقيق دولى مستقل فى جرائم ارتكبتها دولة الفصل العنصرى فى صراعها مع الفلسطينيين، وهو القرار الذى اتخذ فى أعقاب كلمة سامح شكرى وزير الخارجية حول ما شهدته الأراضى الفلسطينية المحتلة من تصعيد غير مبرر وانتهاكات جسيمة تتعارض مع ما يسمى بحقوق الإنسان. وجاء قرار فتح تحقيق دولى حول هذا بمثابة انتكاسة كبيرة للجهود والضغوط الأمريكية والإسرائيلية التى بذلت للحيلولة دون صدوره.

لقد انتصر الفلسطينيون فى معركة العاشر من مايو الماضى وسجلوا أروع قصص الكفاح ضد دولة الفصل العنصرى التى لجأت إلى تطبيق أقبح صور العدوان عندما تبنت سياسة تهجير الفلسطينيين قسرًا من منازلهم كى يحتلها المستوطنون اليهود فى سابقة لم يعهدها العالم من قبل. ولهذا دخلت المقاومة على خط الصراع مع إسرائيل من أجل الدفاع عن القضية، كما سلطت الضوء على أن هذا الكيان سيظل غاصبًا عدوانيًا قبيحًا ولن تكون هناك وسائل لدحره إلا عبر المقاومة. ولا شك بأن إسرائيل قد أثبتت بحملاتها الظلامية المسمومة أنها لا يمكن أبدًا أن تكون مؤهلة لتطبيع العلاقات معها. والأنكى من ذلك أنها استغلت تطبيع دول عربية مؤخرًا معها لكى تهدد حقوق الشعب الفلسطينى الذى يدافع عن أرضه ووطنه وحقه فى الحياة.

لقد أثبتت الأحداث عقم وفشل دولة الكيان الغاصب أمام المقاومة الفلسطينية التى أذهلت العالم بأدائها الراقى عبر ما أطلقته من صواريخ قسام التى اجتاحت المدن الإسرائيلية فى سابقة لم تحدث من قبل. وهكذا فإن دولة الفصل العنصرى قد منحت- دون أن تدرى- المقاومة الفلسطينية فرصة ذهبية لإثبات ثقلها فى المجابهة وفاعليتها بصورة رسخت لدى العالم كله الحقيقة القائلة بأن حلم العودة ليس ببعيد، وأن الحرب التى خاضتها المقاومة ببسالة وشجاعة سجلت أروع انتصار على الجيش الإسرائيلى وجعلته يمر بتجربة فشل غير مسبوقة. بل إن المعارك التى خاضتها المقاومة الفلسطينية جاءت لترسخ تجربة لاستعادة الأرض وتحرير القدس وأثبتت بذلك أن حلم العودة ليس ببعيد. ولهذا يحمد للمقاومة الفلسطينية ما سجلته من انتصار مبهر فى لحظة تاريخية فارقة أعادت للشعب الفلسطينى أزهى تجلياته وهو أن يستعيد حلمه فى العودة.

خاض أبناء المقاومة المعركة، فأكدوا خلالها للعالم أجمع أن القدس هى مدينة الأنبياء، وهى الأرض المقدسة التى لا يمكن لها أبدًا أن تكون تحت وصاية دولة الفصل العنصرى. ذلك أنها كانت وستظل قدس العرب والفلسطينيين....