رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فى بداية هذا الأسبوع، تم إجراء محادثات ومقابلات عديدة بين الجانبين المصرى والإسرائيلى من ناحية، ومن ناحية أخرى بين الجانب المصرى والفلسطينى، والتى يحاول الجانب المصرى من خلالها رأب الصدع الفلسطينى الإسرائيلى، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية يرضى طرفى النزاع.

كم أتمنى للجانب المصرى التوفيق والسداد لإيجاد حل للصراع الفلسطينى الإسرائيلى يرضى جميع أطراف النزاع، ولكن فى تقديرى ان الطريق طويل أمام الجانب المصرى، فهناك عراقيل كثيرة تقف فى سبيل حل القضية الفلسطينية، فإسرائيل حتى يومنا هذا ترفض تمامًا مبدأ الدولتين كحل للمشكلة الفلسطينية، كما انها تتمسك بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكن ربما فى المستقبل يتم حلحلة هذا الموقف المتشدد، لكن حتى هذه اللحظة مازالت إسرائيل تتمسك بموقفها سواء من مسألة الدولتين أم مسألة القدس عاصمة لإسرائيل.

هناك مشكلة أخرى لدى الجانب الفلسطينى، فمازالت الفصائل الفلسطينية مختلفة فيما بينها، فلم يتم التوافق بينها حتى يومنا هذا، وفى المقابل فإن إسرائيل تصر على عدم التفاوض مع الجانب الفلسطينى إلا إذا وحدوا صفوفهم فى جبهة واحدة يتم التفاوض من خلالها، فحسب ما تدعى إسرائيل انه لا يمكن الاتفاق مع فصيل ثم يأتى الفصيل الآخر ينقض ما تم الاتفاق عليه. ويقال ان هناك بعض الفصائل لها علاقة بإسرائيل، وقد اتفقوا على استمرار الخلاف الفلسطينى الفلسطينى، حتى تجد إسرائيل المبرر لرفض الجلوس مع الجانب الفلسطينى.

المشكلة الأهم أن الجانب الإسرائيلى يواجه هذه الأيام مشكلة كبرى، فمن المحتمل -وهذا احتمال كبير- أن يتنحى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وبالتالى سوف تشكل المعارضة وزارة جديدة فيما بينها وبين باقى الأحزاب الأخرى، فإذا ما تم ذلك فإن ما يجرى حاليا من مفاوضات أو اتفاقات سواء بين مصر وإسرائيل من ناحية، أم بينها وبين الفلسطينيين من ناحية أخرى، ربما لن يكون لها أى أثر مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وسوف يعود التفاوض مرة أخرى من البداية بين جميع الأطراف.

الحقيقة.. أن المفاوض الإسرائيلى من أصعب المفاوضين فى العالم، فحين يتفاوضون فى أمر من الأمور ثم يتفقون على شىء معين، يعودون مرة أخرى يجادلون فيما اتفقوا عليه من جديد وكأن شيئاً لما يكن، هذا هو المفاوض الإسرائيلى يدور ويلف دون كلل أو ملل ولا يصل إلى اتفاق أو رأى. أتذكر أن الرئيس السادات رحمة الله عليه حينما سافر إلى منتجع كامب ديفيد للتفاوض على السلام مع رئيس وزراء إسرائيل بيجن والرئيس الأمريكى كارتر، ظل الثلاثة مجتمعين لمدة شهر تقريبا، وحدثت عدة خلافات وأصر الرئيس السادات على الانسحاب لولا تدخل الرئيس الأمريكى الذى كان لوجوده أثر كبير فى إنجاح مفاوضات السلام.

نعود فنقول.. إن إسرائيل ليست بالمفاوض السهل وستظل تلف وتدور حتى ترهق المفاوض الآخر، رحم الله الرئيس أنور السادات، وكان الله فى عون أى مفاوض آخر، فإسرائيل خصم عنيد ومراوغ، وهذا أمر معروف على مر العصور. وإذا أضفنا لذلك ان الفلسطينيين أيضا لم يتمكنوا حتى الآن من توحيد صفوفهم وتكوين جبهة واحدة يتم التفاوض من خلالها مع إسرائيل من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية، فهذا الموقف حسبما تشترط إسرائيل من شأنه عرقلة أى مفاوضات سواء حاليا أو مستقبلا.

وعلى أى حال أرجو من الله أن يكلل جهود الرئيس السيسى بكل خير، وأن تنتهى المفاوضات التى يجريها الجانب المصرى إلى حل للقضية الفلسطينية يرضى جميع أطراف النزاع.

وتحيا مصر.