رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كنوز الوطن

 

 

 

كثيرون هم المبدعون، ولكن الملهين منهم قليلون، عملة نادرة لا تصدأ مهما طال الزمن، الملهم شخص تجلس اليه، لتستلهم الأفكار وتستمع إليه لتتعلم كيف تكون مختلفا، وتقرأ له كى تستفز العقول لتبدع، فى مصر مبدعون وفيها ايضا ملهمون لكنهم لا يعشقون الأضواء ولا يبحثون عن المكاسب، وقتهم للعمل فقط، إبداعهم يسير فى اتجاه واحد هو الوطن، لا يتباهون بعلمهم ولا يتاجرون بإبداعهم ولا يزايدون بفكرهم.

السفير عبدالرؤوف الريدى واحد من هؤلاء، تاريخه ثرى بالتجارب وحافل بالعمل الوطنى لكنه يمتلك تواضع العظماء وايثار الكرماء، وثراء العلماء، افكاره حاضرة واصراره على النجاح لا يتوقف او يضعف، كلما جلست اليه يحفزنى على الكفاح، قولته الدائمة، النجاح لا يأتى الا لمن اجتهد وثابر، ولأنه يعشق النجاح فلا يكف عن الاجتهاد حتى بعد ان تخطى الثمانين يصر على ان يكمل محاربا حتى آخر يوم، يقولها مستمتعا، الموت ليس الرحيل ولكنه التوقف عن العمل.

يعرف السفير الريدى معنى اختلاف الاجيال ويدعم الشباب، وقد كنت واحدا ممن نالوا هذا الدعم دون ان يعرفنى لكنه كما قال لى وجد عندى الرغبة والاصرار على النجاح فقرر ان يكون واحدا من الداعمين لى، غمرنى بكرمه ومواقفه النبيلة منذ أن تشرفت بمعرفته وافق على منحى عضوية المجلس المصرى للشئون الخارجية الذى يعد مركز أبحاث ومنبرًا مصريًا يمثل المجتمع المدنى المصرى ويساهم بخبراته فى مناقشة قضاياها وتعميق وعى الرأى العام بها وتقديم افكاره ومبادراته بشأنها، ويضم نخبةً من المهتمين بالسياسة الخارجية، سألته لماذا تحمست لى فكان جوابه انه لم يتحمس باسمى وإنما لإصرارى. فكان سببًا رئيسيا لتواجدى وسط هذه النخبة المميزة من مفكرى ومثقفى مصر والاستفادة منهم من خلال الاجتماعات والمناقشات وطوال هذه السنوات كنت دائم الاستفادة من شخصية فريدة فى كرمها وطبعها وعلمها وحبها بل وعشقها لمصر فهو الدبلوماسى الذى تعلم من والده عشق العمل العام التطوعى ومساعدة البسطاء من ابناء الشعب العظيم منذ ولادته عام 1932 مرورا بمواقفه الوطنية أثناء عمله سفيرا لمصر فى الولايات المتحدة الأمريكية ومعركته ودوره الوطنى فى إلغاء الديون العسكرية على مصر لأمريكا والتى كانت تثقل كاهل الاقتصاد المصرى، فى عهد رئاسة بوش الأب، وكيف كان ذلك بداية للإصلاح الاقتصادى فى مصر وهذا وحده كفيل بتكريم السفير الريدى وحصوله على أعلى وسام لما كانت تشكله هذه الديون من عبء ثقيل على مصر.

يحسب للسفير الريدى ايضا أنه صاحب مبادرة إنشاء المجلس المصرى للشئون الخارجية ومكتبات مصر العامة التى يحلم بتحويلها لمكتبات رقمية متاحة لشبابنا على هواتفهم الذكية مقروءة أو مسموعة فى كل أنحاء مصر وعندما عرضت عليه سوزان مبارك رئاسة مجلس ادارة مكتبات مصر العامة وافق بشرط أن يكون متطوعًا وحتى هذه اللحظة لم يتقاضَ مليمًا واحدا ولكنه يحلم ويتحدث عن مشروع الألف مكتبة وشعار مكتبة لكل مائة ألف مواطن وأن تكون المكتبات منتشرة فى كل القرى والنجوع وكان آخر المكتبات هو تدشين مكتبة عزبة البرج وهى المكتبة رقم عشرين فى منظومة مكتبات مصر العامة والتى زارها مؤخرا رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى بعزبة البرج وهى الموطن الاصلى للسفير عبدالرؤوف الريدى ابن دمياط الذى يتحدث دائما أن المكتبات احدثت تغيرا فى كل مكان وشكلت مسيرة للتنوير والثقافة لكل ابناء الشعب المصرى.

السفير عبدالرؤوف الريدى شخصية نادرة مثقفة وطنية عندما تلتقيه تشعر أنك أمام موسوعة ثقافية وانسان نبيل، فعندما نتحدث عن القدوة والعطاء والايثار والشخصية المؤسسية أتحدث عن ابن عزبة البرج السفير عبدالرؤوف الريدى.