رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

 

إعلامى شاب طلب منى حديثاً عن نواب زمان ونواب هذا الزمان، ويقصد أداء أعضاء البرلمان فى الماضى وحالياً، قلت له سأحدثك عن نواب ما قبل ثورة 25 يناير، وإذا لم تعرف الفرق بين جيلين من النواب فارجع إلى  المضابط التى لا تكذب ولا تتجمل.

المرة الوحيدة التى حاولت المضبطة أن تتجمل فيها تمت من خلال عملية سطو على غرفة تفريغ الشرائط وتدوين المضابط، وتم انقاذ المضبطة من الكشط والتغيير،  وكان بطل هذه المحاولة أحد نواب الحزب الوطنى الذى قال كلاما فى الجلسة يتعلق بالصلاة ولا يجوز ترديده حالياً لأنه كلام صعب، وحضرة النائب الموقر فى ذمة الله حالياً لا تجوز عليه إلا الرحمة، قد يكون أخطأ، أو يكون قد انفعل، ولم يتدخل أحد لطلب شطب كلامه من المضبطة ومر الكلام، واعتبره المجلس انه اجتهاد من النائب جانبه الصواب فيه.

المضابط هى مرآة المجلس التى يقف النائب أمامها ليستعيد أداءه تحت القبة إما له وإما عليه، هناك نواب قبضوا الثمن ونواب دفعوا الثمن،  ونواب بين البينين.

أحد النواب خالف توجهات حزبه فى  احدى جلسات الاستفتاء على الرئيس لمدة رئاسية جديدة وفصله الحزب وسارع الحزب الوطنى بضمه وعينه وكيلاً للمجلس، ونائب كرر نفس الموقف وفصله حزبه وتم تعيينه رئيساً للشركة التى كان موظفاً فيها، ونائب دفع الثمن عندما قدم استجوابا لأحد الوزراء وبعد مناقشة الاستجواب صدر قرار بفصله من الحزب الحاكم لأنه خالف الانتماء الحزبى عندما قدم استجوابا لوزير فى حكومة حزبه رغم أن الحزب لم يكن له علاقة بتعيين الوزراء خلال هذه الفترة طبقاً لدستور 71، كما لم يكن هناك مسمى بحكومة الحزب، وكان هناك حزب للأغلبية البرلمانية المزيفة لأنها كان يتم تجميعها عن طريق الترهيب والترغيب، ترهيب يبدأ من عملية الترشح للانتخابات وعملية التصويت، وينتهى بالنواب الذين يتم اغراؤهم للانضمام لحزب الدولة أو يتم ترهيبهم بقطع الخدمات عنهم.

النائب الذى تقطع عنه الخدمة مثل الآلة التى يتم قطع التيار الكهربائى عنها، والخدمة التى يحصل عليها النائب المرضى عنه أحياناً شخصية وأحياناً رمزية وفى بعض الأحيان تشجيعية. الخدمات التشجيعية كانت تمنح للموعودين بالترشح فى الدورة القادمة، الذى كان يمنح الخدمات هو نفس الشخص الذى كان يوجه الوزراء على نوع التأشيرة التى يمنحونها للنواب على الطلبات التى يوقعونها منهم أثناء الجلسات،  لكل نائب قلم، أقصد قلم يوقع به الوزير على الطلب، وصياغة محددة للتأشيرة التى تمر مثل السكينة فى الحلاوة والتأشيرة السياسية زى قلتها، ولكن كان يضطر النواب لقبولها للتخلص من مطاردة المواطنين لهم،  ويعلم  النائب كما يعلم المواطن أن هذا النوع من التأشيرات لا يحمل بشرى لحاملها، ولكنها عبارة عن تطييب خاطر للمواطن، على طريقة فى الايد، أفضل من بلاش.

التأشيرات كانت ملهاة للنواب أمام مقاعد الوزراء فى قاعة البرلمان، عانت منها المنصة كثيراً، وحذرت من التفاف  النواب حول الوزراء فى الوقت الذى حضر فيه الوزراء الى المجلس للمحاسبة،  وتحولت التأشيرات الى صراع بين العصا والجزرة، كلما يتم رفع عصا الرقابة، يمد الوزراء الجزرة، وهكذا، وظهرت فى ذلك الوقت  مصطلحات ناسبنا الحكومة وبقينا حبايب، وزواج المال بالسلطة، وسادت سياسة تأشيرتك مستقبلك، أشبه بطريقة لولا سلامك كنا كلنا لحمك قبل عظامك.

البرلمان زمان كان مختلفاً تماماً، والنواب كانوا درجات، نواب سوبر يدخلون مكاتب الوزراء بدون ميعاد، ونواب عادة تؤجل مواعيدهم، نواب يحوزون الذهب والماس ونواب يدوبك يحلموا يعيشوا.

بالفعل كان هناك نواب لا يملكون غير مكافأة الجلسات يعيشون منها ونواب يوزعون المكافأة على العمالة التى تحمل شنطهم إلى سيارتهم، وتنظم لهم طريقة وقوف سياراتهم فى الجراج، هناك نواب كانوا لا ينفقون مليماً فى الانتخابات ويحصلون على المقعد، ويتم رفعهم على الأعناق، ونواب يصرفون الملايين، كانت هناك مقاعد محجوزة مقدماً، ومقاعد مدفوعة الثمن.

بعض النواب زمان أساءوا للسلطة التشريعية، باعوا تأشيرات الحج المجانية  وتاجروا فى الوظائف، واستولوا على أموال البنوك، وبعض النواب  تشرفت بهم  السلطة التشريعية، بعضهم كان يذهب الى المجلس بالمترو أو الأتوبيس أو سيراً على الأقدام، وعندما يتحدث تحت القبة ينصت له الجميع،  وينتظره أهالى الدائرة على المقهى المتواضع ينهلون من خيراته ويستمعون إلى مواقفه، ويتابعون الأهداف التى سجلها من خلال حديثه فى الموضوعات المطروحة.

البرلمان زمان خرج منه نواب يستحقون تمثيل الأمة، ويتشرف بهم الشعب، ولكن خرج منه نواب أيضاً أساءوا إلى الأمة وانفض عنهم الشعب، الانسان سيرة إما أن تكون طيبة وإما أن تكون فاسدة.

هناك ماء سائغ شرابه وهناك ماء ملح أجاج.

الحمد لله اختفت هذه الظواهر السيئة وصحح البرلمان وضعه بعد ثورة 30 يونية، وأصبح هناك التزام بالدستور واحترام لحق المواطن فى اختيار نوابه، وقلت للاعلامى الشاب حدثتك عن الماضى الذى لم تحضره، أما الحالى فأنت تستطيع أن تبدى رأيك فيه من خلال برنامجك، أما عن رأيى فأنا أرى أن الماضى لن يعود لأن معظمه كان كله جراح.

قال الإعلامى وبرلمان الاخوان، قلت له أى اخوان رأيك الجماعة الذين كانوا يؤذنون داخل القاعة دول بتوع شو وهم أبعد عن الإيمان لأن الإيمان هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل، جماعة الاخوان كانت أعمالهم خيانة انقلبت إلى ارهاب.