رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى نهاية مقالى، «ثلاثية الفقى جبرتى مصر»، عن ثلاثية الدكتور مصطفى الفقى المهمة، كتبت «ونحن فى انتظار كتابة الدكتور مصطفى الفقى لسيرته الذاتية»، وطلبت من سيادته كتابة سيرته الذاتية. وها هو الدكتور الفقى، جبرتى مصر المعاصر، يفى بوعده، ويصدر لنا كتابه الجديد «الرواية رحلة الزمان والمكان» عن الدار المصرية اللبنانية العريقة فى القاهرة فى حوالى 500 صفحة.

يصعب اختصار اسم الدكتور الفقى فى صفة واحدة أو اختزال أدواره المتعددة فى دور دون الآخر، فهو الدبلوماسى المرموق، والسياسى البارع، والأكاديمى المعروف، والبرلمانى البارز، والإعلامى المتوهج، والمفكر الكبير، والكاتب صاحب الشهرة والشعبية. ويغوص المفكر السياسى الأبرز والمثقف الموسوعى الأشمل الدكتور الفقى فى سيرته الذاتية البازغة، ساردًا لنا فصوص الذهب من مراحل حياته منذ الميلاد إلى الآن فى عمل أقل ما يُوصف به أنه عبقرى.

وقدم الدكتور الفقى لنا بانوراما ملحمية ولوحة فسيفسائية توضح العصر الذى عاش فيه والشخصيات التى خبرها بحنكته السياسية المعهودة ورؤيته الإنسانية الثاقبة وفكره الشامل اللافت.

ومن خلال خبرته الطويلة فى الحياة ودهاليز السياسة وأروقة الدبلوماسية ودروب الثقافة والأدب والفن والفكر والإبداع والتذوق والتأمل، يُبدع فى تقديم سيرته لنا كالشهد المصفى. وهى شهادته على العصر بكل ما له وما لديه، برؤية أمينة منصفة تذكر الحقيقة بذكاء السياسى وروعة الدبلوماسى ولباقة الأديب، من نقطة لأخرى ومن موقف لآخر، بقدرة فذة لا تتأتى لكثير من أساطين السياسة والدبلوماسية وأرباب القلم.

والدكتور الفقى أديب بارع، ومثقف كبير، وكاتب لا يُشق له غبار، ويمتاز بالذكاء الحاد، والذاكرة الحديدية، واللماحية، وهو شخصية فذة، ويتمتع بروح دعابة لا يجاريه فيها أحد.

وفى هذه السيرة المهمة من خلال رحلة تذكر الدكتور الفقى عبر الزمان والمكان، نتعرف إلى العديد من الأحداث والمواقف والشخصيات عبر مسيرته حياته الحافلة التى تقترب من ثلاثة أرباع القرن فى دنيا الحياة وبلاط الحكم ودهاليز السياسة وأروقة الدبلوماسية.

لقد قدم الدكتور الفقى سيرته الذاتية بحيادية تامة، فهناك من اختلف معهم وقدمهم بشكل موضوعى مظهرًا نقاط قوتهم، وهناك من أحبهم وقدمهم موضحًا نقاط ضعفهم، بيد أنه فى المجمل الأعم، يمتاز أسلوبه بالبحث عن الجوانب المضيئة فى الشخصيات التى عرفها عن قرب، وبصدق بالنقد الراقى والذكاء فى توضيح مثالب الشخصية، دون تجريح كعادة شخصيته المتواضعة والمحبة للناس جميعًا، والمحبوبة من الجميع. وهناك إجماع على موسوعية ولباقة وجاذبية ونزاهة وتشويق الدكتور الفقى كاتبًا ومتحدثًا. ولا يشعر المرء أبدًا بالملل من كتاباته وأحاديثه الممتعة، فهو حلو المعشر، شديد الذكاء، سريع البديهة، لبق، لماح، ويتمتع بروح الدعابة والمجاملة، وذو تعبيرات رائعة آسرة للجميع، والدكتور مصطفى الفقى شخصية فريدة.

ونظرًا لعشقى لقراءة سير الآخرين، والتعلم منها، ولتخصصى فى السير الذاتية فى مصر القديمة، فإننى أعتبر «الرواية رحلة الزمان والمكان» حدثًا ثقافيًا كبيرًا، لا يتكرر كثيرًا، ويجب أن نحتفى بهذا الكتاب بشدة. وفى النهاية، فإننى أتوجه بكل الشكر والتحية والتقدير والاحترام إلى الدكتور مصطفى الفقى على سيرته الذاتية الرائعة.