رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما ضرب الإرهاب الولايات المتحدة الأمريكية في هجمات 11 سبتمبر 2001، فإن الدولة الأمريكية أقدمت على غزو دولتين، أفغانستان والعراق، وكان شعارها "من ليس معنا فهو ضدنا"، كما جاء على لسان رئيسها السابق جورج بوش الابن.

الغزو العسكري لم يكن السلاح الوحيد لأمريكا، ولكنها استخدمت سلاح الاعتقالات واسعة النطاق، بدون محاكمات أو اتهامات أو أي إجراءات قانونية، ويشهد معتقل جوانتانامو على ذلك، وكان التعذيب سلاحاً في مواجهة من وصفتهم أمريكا بالإرهابيين في سجون أبوغريب وغيرها، بل وصل الأمر إلى الدفاع الصريح والمباشر من المسئولين الأمريكيين عن التعذيب، حيث دافعت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" عن التعذيب بقولها "التعذيب أنقذ أرواحاً".
 

هذا جزء ضئيل مما فعلته أمريكا، التي لم تُبالِ بالحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان، كما أن واشنطن والغرب هم الراعي الرسمي الأول لدكاكين حقوق الإنسان وممولي جماعات الفوضى الخلاقة التي ضربت العالم العربي بذريعة الثورة، ولكن هذا يجب ألا يجعلنا نغفل حقيقة أخرى، وهي أن غباء وغرور الأنظمة العربية لعبا دوراً في تنفيذ أجندة التآمر بغطاء شعبي.
 

نقطة ومن أول السطر...

 

مصر تحارب الإرهاب.. عبارة جميلة ورنانة، نسمعها ونراها منذ قيام ثورة 30 يونيو، التي أسقطت الإخوان، الكل كان يعلم أن ثمن سقوط تلك الجماعة سيكون باهظاً، بداية من جنود رفح الذين سقطوا في ساعة الإفطار بعد شهور من صعود مرسي إلى السلطة، ووصولاً إلى اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات في رمضان أيضاً، ولكن السؤال الأهم الذي يجب أن يسأله كل مواطن مصري "مُخلص": هل نحن فعلاً نحارب الإرهاب؟

 

بوصفي مواطناً مصرياً وإعلامياً في الوقت نفسه فإن الإجابة بكل وضوح: لا.. نحن لا نحارب الإرهاب.
 

لا أحد يملك "عصا سحرية" لوقف الإرهاب الذي يضرب مصر منذ وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى رأس السلطة، ولكن الإخوان لم يصلوا فقط إلى رأس السلطة عندما جلس المعزول محمد مرسي على كرسي الرئاسة، ولكن كان هناك مخطط سبق وصول مرسي إلى قصر الرئاسة، وبالتحديد منذ ثورة 25 يناير 2011.

قام المخطط على أن يخترق الإخوان وعملاؤهم من الثوريين والطابور الخامس جميع المؤسسات، سواء كانت حكومية أو خاصة، أمنية أو إعلامية، وهؤلاء لا يتحركون عشوائياً، ولكن تحركاتهم تكون بتعليمات عليا من قياداتهم، قليل منهم لا يُخفي انتماءه، والكثيرون منهم "خلايا نائمة" ترتدي قناع الحياد والشفافية، وتُروج للمصالحة مع الإرهابيين، ولكنهم أصبحوا مفضوحين للجميع.
 

هناك عناصر أخرى لا تقل خطورة عمن سبق ذكرهم، "الطبالون" وأصحاب المصالح، والمتلونون بألف وجه، وعشاق كراسي السلطة أينما وُجدوا، من رقصوا لمبارك ومرسي ويرقصون الآن للسيسي، منافقو السلطة أينما كانوا وأياً ما كانت تلك السلطة، المتفاخرون بالهيافة وبرامج الهلس، والانفرادات المزلزلة مع نجمات الإغراء في الزمن الجميل، ومسلسلات الجنس والإدمان والمقالب في رمضان..
 

إذا أرادت مصر حقيقة أن تحارب الإرهاب فيجب أن تضرب بيد من حديد على الإرهابيين وأنصارهم والمتعاطفين معهم في كل مكان، ويجب أيضاً أن تجتث تجّار الوقاحة والجنس والتفاهة وطبالي السلطة في الفضائيات، وإذا لم يحدث ذلك سريعاً فإنه من الأفضل أن ترفع الحكومة المصرية شعار "نانسي عجرم تحارب الإرهاب" على طريقة "أطبطب وأدلّع".