رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثمة مواقف وقصص عديدة يجب ألا تمر مرور الكرام فى مذكرات باراك أوباما A Promised Land، تلك المذكرات الأنيقة والمدروسة، التى تغطى طفولته حتى اغتيال أسامة بن لادن فى عام 2011. والطريف أن دونالد ترامب هو الموضوع الرئيسى للسخرية فى الكتاب الجديد الذى كتبه الرئيس السابق بشكل مثير للجدل، ومن بين الأشياء الرائعة فى مذكراته مجموعة الصور المنتقاة لمراحل عدة فى حياته، منها صورة معبرة بشكل لافت للنظر للملكة اليزابيث مع الرئيس والسيدة أوباما، جنبًا إلى جنب مشيراً إليها بقوله: «الملكة إليزابيث الثانية جسدت العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ودائمًا ما أحببنا أنا وميشيل قضاء الوقت معها».  ويعلق ساخراً: من الواضح أن جلالة الملكة لم تشارك بوريس جونسون شكوكه حول «أصولى الكينية» مما يجعلنى معاديًا لبريطانيا. وفى الواقع لا يوجد أى ذكر لجونسون على الإطلاق فى الكتاب، لأن أوباما لا يحبه.

وأوباما فى مذكراته يرى دونالد ترامب «شخصية تلفزيونية تسوق لنفسها وأنه نموذج لذروة النجاح الرأسمالى والاستهلاك المبهرج». ولا ينسى أوباما احتضان ترامب الاستغلالى ونشره الماهر لنظريات المؤامرة المبكرة حول أن أوباما لم يولد فى الولايات المتحدة، ووضح جدا أن اوباما لم ينس ولن يُسامح، ويعلق على ذلك أوباما: «بالنسبة لملايين الأمريكيين الذين فزعهم رجل أسود فى البيت الأبيض، وعد بإكسير لقلقهم العنصرى... كنت أعرف أن المشاعر التى كان يستغلها ترامب، والرؤية البديلة المظلمة التى كان يروج لها ويضفى عليها الشرعية، كانت شيئًا من المحتمل أن أواجهه خلال الفترة المتبقية من رئاستى وفى المذكرات لا يزال أوباما يشعر بالانزعاج من تساهل وسائل الإعلام مع أكاذيب ترامب.

وأوباما فى مذكراته صريح للغاية يرى جوردون براون مسؤولاً ولكنه «يفتقر إلى المواهب السياسية البراقة عن سلفه»، وبالنسبة لأنجيلا ميركل فيمنحها إعجابًا أكبر بكثير من آى مسئول آخر، ويرى أنها هيمنت بالفعل على أوروبا، لذلك كانت ذات مرة تحدق فى الرئيس الفرنسى ساركوزى «مثل طفل جامح».

وفى مذكراته الشخصية الوحيدة التى من الواضح أنه لا يرغب فى الاستهانة بها هى بالطبع ميشيل. بدلاً من ذلك، فإن ذكرها يثير مشاعر رومانسية غير متوقعة، مؤكداً أنه عندما كان يفكر فى الترشح للرئاسة، وبالنظر إلى المرشحين الممتازين الآخرين، استجوبته: «إذن سؤالى هو لماذا أنت يا باراك؟ لماذا تحتاج إلى أن تكون رئيسًا؟ «نظرنا إلى بعضنا البعض عبر الطاولة. للحظة، كان الأمر كما لو كنا وحدنا فى الغرفة. عاد ذهنى إلى الوراء إلى اللحظة التى التقينا فيها قبل سبعة عشر عامًا، ووصلت متأخرًا إلى مكتبها، وكان الجو رطباً مع قليل من المطر، وميشيل تنهض من مكتبها، وهى جميلة جدًا طاغية بطلتها فى بلوزة وتنورة للمحامين لقد رأيت فى تلك العينين الدائريتين المظلمتين ضعفها الذى كنت أعلم أنها نادراً ما تظهره. كنت أعرف حتى ذلك الحين أنها كانت مميزة، وأننى سأحتاج إلى معرفتها، وأن هذه امرأة يمكننى أن أحبها. وأعتقد كم كنت محظوظاً». 

«الأرض الموعودة» مذكراته الثالثة (بعد أحلام من أبى، وجرأة الأمل) تمت كتابتها كقصة مثيرة لكنها مليئة بالرؤى حول حالة المجتمع الأمريكى وعلى وجه الخصوص مشاكله المتعلقة بالعرق. وكثيرون يرون أنها أفضل حجم لسيرة ذاتية لرئيس سابق فى العصر الحديث. كتذكير لوجه من أمريكا.

وجاءت تلك المذكرات بينما يشعر أوباما بسعادة غامرة بهزيمة ترامب، وفوزه بولاية ثالثة بالوكالة؛ بعد انتخاب ظله الأمين جو بايدن، ومع ذلك، فإن أوباما فى مذكراته يعترف بأن جو بايدن كان حذرًا بشأن الغارة التى اغتالت أسامة بن لادن، وأن نائبه السابق لديه قدر من الغرور، وميل إلى التحدث كثيرًا، ولكن لديه «قلب».

وفى الحقيقة أن هناك العديد من الحكايات المثيرة بالأرض الموعودة، ولكن أهم ملاحظة لدى أن مذكرات أوباما تشبهه الى حد كبير، فهى أنيقة ومدروسة ومتوازنة.