رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عاد صديقى من سفر طويل، غاب خلاله عن الوطن بضع سنوات، فهاله ما رأى من تغييرات عظيمة فى خريطة الطرق والكبارى والإنشاءات بمصر.

اتسعت الطرق، وانسابت الحركة، وتلاشت الاختناقات المرورية، وتيسرت الانتقالات بصورة مُثلى. تبدلت بعض الأحياء، وتغيرت معالم هامة، وتجملت ميادين كبرى، وصار واضحا لكل متابع أن حركة التنمية تسير بسرعة غير معتادة، وأن إرادة التغيير لا تتوقف.

قال لى الصديق إن من يزور القاهرة بعد غياب أكثر إحساسا بحجم ما طرأ من مشروعات تنمية حقيقية، باعتبار أن ذهنه مرتبط بصورة الأوضاع السابقة، وهو ما يؤكد أن ما حدث ويحدث من عمران وما تحقق ويتحقق من نهضة يستحق كل تحية وتقدير.

لكننى أزيد على ملاحظات الصديق أن حجم التغيير يتجاوز كثيرا مجال مشروعات البنية التحتية التقليدية من طرق وكبارى وأنفاق ومحطات كهرباء وطاقة ومشروعات سكنية جديدة، إلى بدايات التغيير الحضارى الأشمل وهو تغيير الإنسان نفسه، فالتطور العمرانى لا يعنى شيئا، إن ظلت العقول والتصورات بدائية، ولا تقدم عظيما، ولا تنمية مستدامة، لو سار قطار التعليم بأسلوبه التقليدي، الذى لا يُحفّز الابتكار، ولا يشجع البحث والاكتشاف. لا تحديث حضاريا دون استرداد المصرى القديم بوسطيته وتسامحه وأدبه واحترامه للمرأة وتقديره للعلم واستمتاعه بالفن.

وهذه التغييرات بدأت وانطلقت فى بلادنا مؤخرا، وسنجنى قريبا ثمارها، وسيسجلها التاريخ فى صفحاته.

لقد كتبت كثيرا أن بناء الإنسان هو البناء الأبقى، وأن تحديثه وتنميته هو الضمان لمستقبل مُشرق، وهو ما تعمل عليه الحكومة بجد وإصرار، سواء من خلال مشروع الدولة العظيم لتنمية ألف قرية مصرية وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها، أو من خلال تطوير التعليم وتحسين مستوى الخدمات الصحية، ودخول عصر الابتكار.

إن مصر تتغير، وستتغير مادامت هناك إرادة ساعية نحو التغيير للأفضل، واللحاق بركب الأمم المتطورة فى عصر يشهد تطويرا فى كل شىء كل ساعة، بل كل لحظة.

لقد كان مفتاح التغيير الحقيقى فى ظنى هو الإصلاح الشامل المُنزه عن طلب الشعبية أو الرضا الوقتى مثلما دأبت كثير من الحكومات السابقة على نهجه. صحيح أن الإصلاح الاقتصادى فى مصر لم يكن مُرضيا لكثير من الفئات بما تضمنه من تبعات صعبة، لكن الرهان على تفهم الناس فيما بعد وتحررهم من الدعم العشوائى الضار كان فى محله.

والآن، فإن مصر تجنى ثمار الإصلاحات، استقرارا فى ظل وباء عالمى شديد البأس، وتنمية مستدامة رغم تعطل تجارب التنمية فى دول عديدة بسبب الانكماش الاقتصادي، ورضا شعبيا وطمأنينة بعد دحر جحافل الإرهاب وافساد مخططاته.

لقد ساهم الاستقرار والنجاح المتحقق فى استرداد مصر لدورها الإقليمى العظيم فى دعم السلام بالمنطقة، وهو ما ظهر واضحا فى أزمة العدوان الإسرائيلى على غزة مؤخرا، وما شهدته من انفراجة عظيمة نتيجة تدخل مصر كوسيط دولى يحظى بالقبول والاحترام. ومثله هذا وغيره، يدفعنا للاقتناع أن مصر تتغير للأفضل.

إننا على ثقة أن مصر دولة عظيمة وكبيرة، وأن وجود قيادة وطنية مخلصة تعمل بجدية وتفانٍ لصناعة إنجازات حقيقية يدفعنا للتفاؤل، ويُحفزنا على المشاركة إيمانا بمستقبل أفضل لأبنائنا وأحفادنا من بعد.

وسلامُ على الأمة المصرية.