عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

النزاع الفلسطينى الإسرائيلى، وأخص بالذكر النزاع بين حماس وإسرائيل فى غزة، هذا النزاع قد طال امده كثيرا وقد أصبح من الصعب إنهاؤه.

فى الماضى القريب، كان النزاع الإسرائيلى الفلسطينى يسمى بالنزاع العربى الإسرائيلى، على اعتبار ان كل الدول العربية كانت تقف إلى جانب فلسطين، فكم من حروب دارت بين العرب بسبب شعب فلسطين وراح فيها من راح وفقدنا من فقد، كل هذا بسبب الحروب التى نشأت بين فلسطين وإسرائيل، اما الآن فقد تغيرت الأمور تماما بعد حرب أكتوبر سنة 1973، فقد تم الصلح بين مصر وإسرائيل وانتهت الحروب تماما بيننا، ثم تلا ذلك الصلح بين إسرائيل والعديد من الدول العربية الأخرى، ومنهم من أعلن هذا صراحة ومنهم ينتظر الفرصة.

وللحقيقة... فإن العرب ليسوا كما كانوا سابقا على قلب رجل واحد، ولكن الواقع يقول ان أى حرب قد تدور مستقبلا ضد إسرائيل لن يشارك فيها جميع العرب مشاركة جادة، فقد تم الصلح بين اغلب الدول العربية وإسرائيل، ويا ليت الامر انتهى عند هذا الحد، لكن اغلب دول العالم تقف حاليا إلى جانب إسرائيل، فالأمر أصبح شائكا للغاية ولا يمكن الوصول فيه لحل يرضى كل الأطراف حتى بين الفصائل الفلسطينية نفسها، ما يضطر إسرائيل نفسها للمطالبة بتوحد الفصائل الفلسطينية حتى تستطيع بدء التفاوض من اجل إيجاد حل للمشكلة الفلسطينية.

لدى إحساس داخلى ان بعض الفصائل الفلسطينية لا ترحب بالصلح مع بعضها، بل تعمل على التفرقة بينها حتى لا تأتى الفرصة للتفاوض مع إسرائيل، ويظل الحال على ما هو عليه، الفرقة من ناحية، والحرب والصراع مع اسرائيل من ناحية اخرى. فإلى متى سيظل الوضع على هذا الامر؟؟ فقد حدث كثيرا ان التقت الفصائل الفلسطينية للتشاور فيما بينها مرات عديدة، سواء فى مصر ام الأردن ام فى الدول العربية الأخرى، ثم انفض اجتماعهم على لا شيء، وقد دارت الحرب مرات ومرات، وقامت إسرائيل خلالها بدك غزة، ثم قام العرب بإعادة اعمارها.

لقد سبق لمصر والدول العربية الأخرى إنفاق الكثير والكثير على اعمار غزة تحديدا، وقاموا بإعادة بنائها مرات ومرات، ولكن مع الأسف ظل الوضع على ما هو عليه، وفى تقديرى ان الفصائل الفلسطينية لن تستطيع بالقطع الوقوف امام الآلة الإسرائيلية، وربما كانت إسرائيل تهدف بذلك إلى الاستيلاء على كافة الأراضى الفلسطينية ولا تترك للفصائل الفلسطينية الا مساحة بسيطة من الأرض يتناحر الفلسطينيون فيما بينهم عليها، وحين يعلو صراخهم تأتى بآلاتها العسكرية تدك عليهم مساكنهم، ثم تجتمع الدول العربية من اجل تدبير الموارد اللازمة لإعادة الاعمار.

ما اثار عجبى ودهشتى ما شاهدته بالتليفزيون والجرائد المصرية، من القوافل التى تم تخصيصها لإخواننا الفلسطينيين، حقا ان تلك القوافل العديدة والطويلة تم تجهيزها من صندوق تحيا مصر، هذا الصندوق الذى تم انشاؤه من مدخرات المصريين لإعادة بناء مصر، لقد كنت سعيدا حينما أعلن الرئيس السيسى عن انشاء هذا الصندوق وقدم بنفسه ما لديه من مدخرات كبداية لإنشاء الصندوق، وقد قمت شخصيا بإيداع ما أستطيع من مدخرات وغيرى الكثير فى هذا الصندوق، كل هذا من اجل إعادة بناء مصر.

انا لا اقصد من كلامى هذا اننى ضد إخواننا الفلسطينيين او ضد مشاركة الدولة المصرية فى إعادة اعمار غزة بعد ما نالها من عدوان سافر من الالة الإسرائيلية الغاشمة، لكن ما قصدت قوله انه إذا ارادت الدولة مساعدة أهل غزة فعليها تدبير المال اللازم من الخزانة العامة او حتى انشاء صندوق يتم تمويله من تبرعات المصريين لهذا الغرض، ولكن ليس من صندوق تحيا مصر الذى انشأه المصريون لأجل إعادة بناء مصر بعد ان تهالكت مرافقها بسبب الحروب التى خاضتها من اجل القضية الفلسطينية.

خلاصة القول، إننى ارى ان موضوع فلسطين وإسرائيل والاشتباكات الدائرة بينهما لن تنتهى ابدا، ورحم الله الرئيس السابق معمر القذافى حين قال ان مشكلة فلسطين وإسرائيل لن تحل الا بإنشاء دولة واحدة أطلق عليها اسم دولة اسراطين، يعيش فيها الجميع سويا بأمان وسلام.

وتحيا مصر.