رؤى
هل المصيبة فى مكونات السكك الحديدية أم فى الوزير نفسه؟، هل الكوارث التى يشهدها قطاع السكك الحديدية بسبب تهالك وقدم المعدات والعربات والجرارات والسنافورات والقضبان والمزلقانات أم أن الكارثة فى الإدارة؟، وهل مصر التى تستخدم السكك الحديدية منذ 160 سنة ليس بها كوادر تصلح للإدارة؟، هل بعد قرن ونصف القرن من السكك الحديدية نستورد خبراء لإدارة السكك الحديدية؟.
أتابع منذ فترة أخبار قطاع السكك الحديدية، وظننت من كثرة تصريحات الوزير أننا أخيرًا أصبح لنا خطة لإصلاح هذه الوسيلة، وأننا سوف سنشعر بآدميتنا خلال الفترة القادمة ونحن نستقل القطار على مختلف درجاته، فقد أسهب الوزير فى تصريحات تؤكد التحديث والتطوير، يوميا يطل علينا فخامته رضى الله عليه وأرضاه، بوجهه البشوش ويوعدنا بقطارات بدورة مياه فى العربات صالحة للاستخدام الآدمي، بها تواليت نظيف، وشطافة للزوم ما يلزم، وحوض فيه صنبور، تفتح الصنبور تنزل منه مياه صالحة للغسيل وللشرب فى وقت واحد، على يمين الحوض صابونة بريحة من ماركة جيدة، بجوار الحوض وعدنا بوضع بكرة مناديل تواليت للتجفيف، أسفل الحوض باسكيت، بعد أن تستخدم التواليت زى الناس، وتتشطف، وتقوم على الحوض تستنجى وتغسل يدك بالصابونة، ستجفف يدك بمنديل، بعد ما تجفف أين ستضع المنديل؟، طبعا فى الباسكت، وأنت قاعد على التواليت بتعمل زى الناس ستجد أمامك لافته باللغة العربية والإنجليزية تقول: لو سمعت بعد ما تعمل زى الناس اضرب السيفون، وبجوار بكرة ورق التواليت تجد لافتة باللغة العربية والإنجليزية تقول لك: لو سمحت لا تضع بعض المناديل فى جيبك، أتركها لغيرك يجفف بها.
فهمنا كذلك من وزير السكك الحديدة أنه بعون الله فى ظرف سنة أو سنتين سوف يقضى على ظاهرة المزلقانات العشوائية، وسيقوم بتحديث جميع السنافورات، وفهمنا أيضا أن الوزارة بعون الله سوف تكيف جميع العربات، ليس من المعقول ولا المقبول لأننى من الفقراء أسافر من القاهرة إلى الإسكندرية أو الأقصر أو أسوان محشورا فى عربة بدون شبابيك، ومقاعدها محطمة، والصراصر والقمامة فى كل مكان، وليس من المعقول أن أحشر فى شهور الصيف فى هذه الصناديق غير الآدمية لمدة ساعات أو لمدة 20 ساعة، أتصبب العرق وأصاب بأمراض جلدية وتنفسية، وفهمنا أيضا أن معالى وزير السكك الحديدية قد وضع يده أخيرا على جميع قطاعات السكك الحديدية، وأنه اختار من هم أهل لإدارة هذه المؤسسات، لكن للأسف استيقظنا على تصريح للوزير يبشرنا بأنه سوف يستقدم أجانب لإدارة السكك الحديدية، لماذا يا فخامته؟، لأننا غير قادرين على الإدارة، لأن المسئولين الذين اختارهم لا يفهمون فى الإدارة، هو وحده فخامته اسم الله عليه، الذى يفهم، ولأنه الوحيد الذى يفهم قرر أن يأتى بمن هم على مستواه الفهمى، أخيرًا فخامته يحرسه ويصونه جاء ليقول لنا أن المصريين، بعد أكثر من قرن ونصف القرن(163 سنة) من تشغيل واستخدام السكك الحديدية، لا يصلحون لإدارة القطاع وقد قررنا استقدام الأجانب للإدارة؟، مصر التى تستدين لكى تأكل وتشرب، سوف تستقدم بالدولار من يدير لها قطاع السكك الحديدية؟، زغرتى يا انشراح.