عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

انتهى الشهر الكريم ونحمد الله ان من علينا بصيامه وقيامه، وانتهت ايامه التى قضيناها على خير وسط اجواء متباينة من مخاوف هجمة الكورونا وبين اجواء روحانية ونفحات رمضانية، لتطل علينا من جديد اعلانات تظل تحارب المشاهد المطحون،  فمابين تصويرالحياة والعيشة على ان البلد اصبحت كمباوند كبيرا ومنتجعا تحيط بكل فيلله حمامات سباحة والرياحين والورد والياسمين والفل التى تطل من كل صوب.

 وكذلك تعرض سلالات الكلاب النادرة والتى تشاهدها تمرح فى حدائق الفيلات الغناء، والمولات صاحبة الماركات العالمية ، وكذلك تعرض تلك الاعلانات صورة لشباب وفتيات يتسابقون على الدراجات،  ونوافير راقصة وملاهٍ وغير ذلك ويزيد من مستلزمات الرفاهية فى اعلان واحد قد يستغرق 3 أو 5 دقائق وتصوير الحياة على انها بالمليارات وتداعب مشاعرك بجملة تعالى الى حيث الرفاهية،  لتزيد الكادحين والمطحونين اكتئابا واحباطًا وتدميرًا للنفوس التى لاتملك إلا قوت يومها. لتجد نفسك امام إعلانات على الشاشات لا علاقة لها بواقع الشارع المصرى نهائيًا، فكلها مشاهد بعيدة عن واقع المشاهد فتباغته وتستفزه.

وعلى الجانب الاخر تجد نفسك تنتقل الى قناة اخرى اوتنقلك نفس الاعلانات فى ذات القناة الى مأساة اكبر تعرض على المشاهد الذى فاض به الكيل من استخدام الفقر والفقراء سلاحاً للتبرع.  لتجد الاعلان يطالبك بأن تتبرع حتى بجنيه ويصور لك الحياة على انها انقلبت رأسا على عقب عندما تواصل تلك الاعلانات طلبها لك بان تساهم يا فاعل الخير بجنيه وتؤكد ان تعاطفك لوحده مش كفاية،  تبرع  بجاموسة او كرتونة او شنطة رمضان وخد عندك استكمالا للاستفزاز تطالبك تلك الحملات الغريبة بان تساهم ببطانية او جهاز عروسة أو وجبة تسد جوعهم أو شبكة صرف صحى تقيهم شرور الأمراض او سقف بيت حتى وصلنا الى طلب التبرع بان تكفل قرية ! قرية؟ ايوة قرية الاعلان بيقول اكفل قرية!

ايه الاعلانات اللى تغيظ دى،   لتجد نفسك امام اعلانات تصور لك ان المجتمع كله آهات ودموع ووجوه بائسة وظروف معيشية صعبة وأمراض وتشرد وفقر ويتم وجوع وتصورالمجتمع على انه مقهور ومطحون ومحروم. ان استغلال تركيزالمشاهدين بشكل أكبرفى رمضان على الشاشة التليفزيونية فى اعلانات تصيبه بالجنون والتخبط وتخلق حالة من التمزق النفسى والعقلى والازدواجية الفكرية والعقلية مابين حالتين متضادتين ليجد المشاهد نفسه امام الأعمال الخيرية، والرحمة، والصبر والصدقة. والتبرع،  وبين اناس تحيا حياة الرفاهية المنتجعية وكأنها الجنة على الارض لتحدث فجوة وهوة فكرية عنيفة قد ينتج عنها الاحجام عن المشاركة،  او ارتكاب جرائم ظنا منهم انهم بذلك سوف يتمكنون من العيش فى تلك الحياة التى تدعو اليها هذه الاعلانات وهى لاتمثل المجتمع ابدا بل تمثل جزءا بسيطا من المجتمع يطلقون عليهم الاثرياء.