رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

- حتى الدولة المصرية لم ترفع يدها عن القضية الفلسطينية. فلماذا أنتم ملكيون أكثر من الملك؟!

- تغيرت الظروف الدولية وبعد أن كنا نقول فى «سنوات الغليان» إسرائيل ومن وراء إسرائيل، أصبحت هناك اتفاقات دولية ملزمة بالسلام مع إسرائيل، وبالتالى أصبحت الدولة فى موقف مختلف أمام العالم.. وهى تحدد هذا الدور وفقاً لظروفها واستجابة لتحديات المعطيات الدولية. بوليفيا مثلا تستطيع أن تدين وتشجب وتستنكر بأقسى العبارات العدوان الإسرائيلى على فلسطين واستمرار الاحتلال الصهيونى للأراضى العربية التى تحتلها منذ عدوان يونيو 67. ومعها كثير من دول العالم وأحراره ومنظماته ونشطائه. يستطيعون أن يقولوا ما يشاءون ويكتسبوا احترام كل الضمائر الحية. هؤلاء ليسوا طرفا فى الصراع العربى الإسرائيلى، وبالتالى فإنهم ليسوا مؤثرين فيه إلا بقدر ما للضمير العالمى الحر من تأثير وإبراز لحقيقة الصراع وهى أن هناك كيانا يحتل أرضا يمتلكها شعب آخر، وعمد إلى سفك دمه والتنكيل به.. وجعله يعيش فى الشتات أو تحت القصف مسكونا بالموت.

حقيقة الأمر هى أن هناك اعتداء صارخا على حقوق الشعب الفلسطينى فى الحياة والعيش بكرامة على أرضه. أما الدولة المصرية فهى منذ لحظة توقيعها على اتفاقية كامب ديفيد فالكلمة دائما تحسب عليها، ولابد أن توزن بموازين كثيرة، نقبلها او نختلف معها لكنها حقيقة.. ولذلك فإنه إذا قالت مصر بالهدوء وضبط النفس ووقف العنف فإن هذا يعنى ضمنا أنها تحسب حساباتها حسب الدور الذى تريد القيام به فلا يوقفه أحد.

إذا انحازت مصر فى هذا الصراع -يقينًا هذا ليس دفاعًا عنها- فلن يقبل منها انحياز. لذلك يذهب المسئولون المصريون إلى هناك فيلتقون «كل» الفصائل محاولين تجسير الهوة بينهم. الرئيس يطالب بوقف العنف ويدعو إلى التعايش السلمى.. ويأمر بفتح معبر رفح ونقل الجرحى والمصابين هذه طبيعة ما يسمح لها به الظرف الدولى.. وإن كنا نرفضه ونتمنى تغييره. حتى وإن كنا نختلف مع الدولة ونتمنى من عميق قلوبنا أن تقوم بأكثر مما تقوم به. لقد وصلنا إلى العمل بمقتضيات هذه الظروف الدولية التعسة نتيجة سياسات خاطئة ارتكبها الكل ليس شخصًا واحدًا ولا رئيسًا واحدًا ولا دولة واحدة ولا فصيلا واحدًا.

«أيلول الأسود» ما زال مستمرًا، وبنفس الوقت روح الشعب الفلسطينى مازالت متوثبة وتجلى ذلك فى الخوف الذى خيم على مدن الكيان الصهيونى تحت وابل القذائف الصاروخية والأسلحة النوعية. جراح حى الشيخ جراح أثبتت أن صمود الشعب أروع من صمود الساسة والقادة. فلسطين لا تموت.. والمصريون بوقوفهم الدائم والداعم لها ودفاعهم عنها فى عصور غابرة وحتى بحروبهم التى خاضوها، إنما لم يكونوا يدافعون عن فلسطين وحدها، إنما كانوا يدافعون عن أمنهم القومى أولا. كان أمننا مشتركا ثم حلت الكارثة!. فإذا كانت الدولة المصرية لم تنفض يدها بعد عن القضية فلماذا يتطوع بعضهم بإدانة المقاومين، والتفرقة بين المقاتلين، ويصمونهم بأنهم خونة وإرهابيين؟!

لا يحق لكم أن تزايدوا على المقاتلين، أو على الدولة المصرية، فلا هى صرحت ولا هى اتهمت ولا هى حاكمت وقضت بذلك قط. لو أنها ارتأت هذا لكان عليها إصدار لائحة اتهام تحاكمهم بموجبها علنا، وحتى أن تقبض عليهم متى دخلوا أراضيها. لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك.