عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما كنَّا صغارًا أو مراهقين لم نعهد الاحتفال بعيد الحب أو ما يسمى بـ"Valentine’s Day" كل عام في 14 فبراير، وغيره من الأعياد المستحدثة على الذاكرة، التي أصبحت تُرهق كاهل جيوب المواطن على مدار العام.

أصبحت "الروزنامة" ممتلئة بالأعياد والإجازات والعطلات الرسمية و"العُرفية"، طوال أيام السنة، ولا يكاد يمر شهر "هجري أو ميلادي"، إلا ويحمل عيدًا أو مناسبة، سواء أكانت دينية، أو وطنية أو اجتماعية، أو حتى عاطفية!

ما بين عيد وآخر، تكتسي الأجواء الاحتفالية بألوان المناسبة المُحتفَى بها، كألوان "البيض" في "شم النسيم"، ولكل احتفال طقوسه الخاصة وأجواؤه التي تميزه عن غيره، تمامًا كما هو حاصل هذه الأيام، من "الزحف الأحمر المقدس"!

وبما أننا "العرب" شعوب متقدمة وناهضة ومتطورة، بعد أن وصلنا إلى الكوكب الأحمر "المريخ"، ونعيش أجواء الجيل الثامن من التكنولوجيا، وجزيئات "المقبلات والمشاوي" في علاج الإيدز والسرطان، و"أيونات المخللات الهيدروجينية" في النمو الإنساني والنباتي والحيواني، فلا مانع أن يكون كل يوم نعيشه عيدًا نحتفي به.

آن الأوان أن نستريح ونأخذ قسطًا وافرًا من الراحة، وأن نعيش كرنفالات احتفالية، ما بين فترة وأخرى، بعد عناء عمل متواصل على مدار العام، خصوصًا أننا حققنا إنجازات علمية في العلوم الإنسانية والطبيعية كافة، وسبقنا الغرب بعشرات السنوات الضوئية.

لعلنا يمكننا أن ندعو كل القادة والحكام العرب لمواكبة الحداثة وإنشاء وزارة معنية بالمناسبات والاحتفالات، ولتكن تحت مسمى "وزارة البهججة"، أو "وزارة الحب"، على غرار ما قامت به دولة الإمارات من إعلانها أخيرًا عن إنشاء وزارتين للسعادة والتسامح!!

إننا نعتقد أن الوزارة الجديدة يجب أن تكون موجودة في كل دولة عربية، بما يلائم خصوصية وعادات وتقاليد كل قُطر، خصوصًا وأن الأعياد والمناسبات تزايدت بشكل مضطرد خلال السنوات الخمس الأخيرة، فأصبح "العيد عيدين"، و"الثورة ثورتين"!

لم تعد أعيادنا مقصورة أو محصورة على المناسبات الدينية "الإسلامية والمسيحية" ـ كما كنا نعتقد ـ بل تجاوزت "الأم" و"العمال" و"التحرير" و"النصر" و"العبور"... إلخ، لتضم القائمة أعياد الميلاد والزواج، بل وصلت إلى الاحتفال بأعياد الطلاق!

لا شك لدينا أن الوزارة الجديدة، سيكون لديها جدول أعمال مزدحم على مدار العام، إذا ما أضفنا لها مناسبات أعياد ميلاد القادة والزعماء، وإعادة افتتاح المشاريع كل سنوات عدة، وربما لاحقًا يتم التوسع في الاحتفاليات باليوم العالمي واليوم العربي واليوم الوطني واليوم "الأغبر"!

يجب أن يكون على رأس أولويات الوزارة الجديدة المستحدثة، إسعاد المواطن البسيط الكادح، من خلال محاكاة احتفالات العالم الغربي "الفاشل والمتخلف"، كنوع من التعرف على عادات وتقاليد هؤلاء البشر الذين يعيشون في العصور الحجرية!

يجب أن نُظهر الفرحة في عيون الناس، وأن نرى الشوارع تكتسي بالألوان والبالونات والرايات والأعلام وأقواس النصر والزينة المبهجة، في كل عيد، وألا تمر أي مناسبة من دون "إظهار" وفور النعمة (وأما بنعمة ربك فحدث)!

ما أجمل أن يعيش الإنسان في سعادة وفرح، وما أجمل أن نُدخل السرور على قلبه، ولا أقل من أن تكون أي مناسبة فرصة للتعبير عن المشاعر الإنسانية والتخلص من متاعب الحياة وهمومها، "يارب كتر أعيادنا وعلى أد نيتنا إدينا"!!

[email protected]