عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

لم يكن هذا الحادث أو المجزرة التى ارتكبها هذا المدمن القاتل مرتكب مذبحة الفيوم هو الأول أو الأخير سواء فى طريقة ارتكابه لها أو طريقة الغدر أو كم الضحايا الذين نحروا فى الحادث، لكنها جريمة تفوق القصص والحكايات التى ترويها الاساطير، فالصورة التى كان عليها مسرح الحادث تفجع، وتصيب الأسوياء من البشر بالجنون، وكذلك عدد الأبرياء الضحايا الذين ذبحهم السفاح المتهم كبير والجرم كان اقوى مما يتخيله أى عقل بشرى، فقد أبى السفاح ان يقتل نفسه لأن الروح عزيزة رغم اقدامه على ذلك فور ارتكابه لتلك المجزرة لهذا الكم من الأبرياء وحاول الانتحار لكنه تراجع فى اللحظات الأخيرة ولم تهن عليه نفسه واغلق باب المسكن على جثث ودماء الضحايا وذهب لفرنه وحاول اشعال النيران به إلا أن الجيران تدخلوا وسيطروا على الموقف قبل ان يعلموا بجريمته الأساسية، ولكن جرمه وفعلته الشنعاء وهى الجريمة المنافية لكافة الأديان والقوانين وعقول البشر كانت غادرة قاتلة خسيسة.

إن الواقعة كما دونتها اوراق القضية والتى وقعت احداثها بقرية تابعة لمدينة اطسا بالفيوم، والتى بدأت احداثها عندما دعا المتهم القاتل أولاده الـ6 ذوى الاعمار المختلفة وزوجته لتناول السحور وأعد لهم عصير التمر، وتلك اللحظات كانت هى أولى خطوات تنفيذ مخططه الذى بيت له النية، ووضع مخدرًا لهم فى العصير، وبعد دقائق راح كل منهم فى نوم عميق، نوم لم يفيقوا منه أبدًا ولن يروا الحياة أو ينعموا بها. فقد تجرد الأب من كل مشاعر الانسانية والرحمة والأبوة، واستل سكينا واقدم على ذبح أولاده، لم يمنعه نومهم كاطفال من فعلته، ولم تتحرك مشاعر الابوة داخله، ولم يتراجع عن إسالة دماء فلذات كبده التى كانت تجرى فى عروقهم كاطفال ابرياء ولم يراع زوجته التى صانته وحفظته وقتما اشتد به البلاء وبات فريسة لادمانه ولسلوكياته الشيطانية. فكان أول ضحايا افعاله المختلة غير المسئولة، اسرته بعد ان اتبع هواه، وسار فى طريق الكيف وأدمن المخدرات التى لم تترك له مليمًا فى جيبه بل اضطرته إلى الاستدانة حتى تراكمت عليه الديون كما ادعى.

لقد قضى عليهم واحدًا تلو الآخر بنفس الطريقة حتى فارقوا الحياة ثم حاول الانتحار لكنه انتفض وفى هذه المرة فقط تمكن من مقاومة شيطانه وألقى بتلك الاداة القاتلة بجوار الضحايا ليتركهم وبجوارهم الشاهدة الوحيدة على قتلهم. وهرع لمخبزه ليشعل النيران به فى محاولة منه للتغطية على جريمته فخاب ظنه.

وسيطر الاهالى على الموقف فقام بتسليم نفسه للشرطة واعترف بجرائمه، ولكن جاءت اسباب ارتكابة للجريمة واهيه وضعيفة ليقول انه قتلهم حتى لا يعايرهم أحد بديون الأب القاتل التى تسبب فيها ادمانه للسموم المخدرة.

ومع آخر واحد قتله من أبنائه، فر هاربًا قاصدًا فرنه وحاول إشعال النيران فيه وهو بداخله ولكن الجيران تدخلوا وأجهضوا محاولته قبل أن يفصح عن جريمته الشنعاء، وامام تلك المذبحة وصورة هذا الأب السفاح الذى لم نعتد على رؤيته ابدا فقد تربينا فى المنزل والمدرسة على ان الأب والأم كيان مقدس وهما السكن والملاذ للابناء وأمن وسكينة وسند لهم والحضن الدافئ من متاعب ومخاطر الحياة ومصائبها، ولكن اين هذا الأب ومن على شاكلته من الانسانية والأبوة التى عاصرناها وعايشناها وتربينا على ايديهم عليهم رحمة الله. ولكن هذا الأب القاتل الغادر فليذهب هو ومن مثله إلى الجحيم.