عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

- لا يستغنى الناس عن ارتياد مقار البنوك، ولا الذهاب إلى وحدات تراخيص المرور، ولا المستشفيات، ولا المدارس ولا المحال التجارية والأسواق. ولذلك تطبق إجراءات التباعد بصرامة فى هذه القطاعات، بعكس الأسواق طبعًا. لكن ثمة أماكن وجهات ومرافق هى بالأساس قليلة الرواد، وتفتقر إلى التجمعات ومن ثم وجب التعامل معها بشكل مختلف خاصة وأن غالبية أنشطتها تقام فى الهواء الطلق.. ومن ثم فهى تصلح أن تكون «متنفسات»- نحتاجها بشدة - سيما وقد ضج الناس فى كل مكان من الاختناق بفيروس كورونا وكوابيسه اللعينة.

حياة الناس توقفت روحهم فقدت سكينتها.. وبدت كما لو كانت فى انتظار طلوعها إلى بارئها. ما أحوج أرواح الملايين إلى التنفس والترفيه، خاصة وأن التليفزيون لم يستطع بمنتجه الضخم من المسلسلات والاعلانات وبرامج تزييف الوعى والعقل - اللهم إلا شذرات من رحيق الإبداع الجميل - أن يعوضهم ويسمو بأرواحهم ويغسل همومهم على ضفافه. سرت الإجراءات الاحترازية على قطاعات وزاراتى الثقافة والسياحة دونما ابتكار حلول عبقرية تتيح للكثيرين ارتيادها بأمان. قطاع الفنون الشعبية والبيت الفنى للمسرح والهناجر وقصور الثقافة ودار الأوبرا بمسارحها العديدة، وبيوت الثقافة، ومكتبات المجلس الاعلى للثقافة وحديقته الشاسعة ومكتبات هيئة الكتاب. كل هذه أماكن مهمة جدا وهى بالأساس قليلة الرواد، كان ممكنًا تحويلها إلى شموع تقاوم العتمة، بتعديل خريطة عملها ومواعيدها واستثمارها لتعمل بأكثر من طاقتها، مع تحقيق الإجراءات الصارمة.  

كان ممكنًا الدخول بحجز إلكترونى مسبق وبالبطاقة والكمامة الخ. مثلا الحديقة الزينبية بمساحتها الشاسعة كيف لا تكون متنفسًا يحقق لنا ترفيهيًّا وتدفقًا ماليًّا؟ فهى تستوعب عروضًا متنوعة بالجملة. بالعكس كان ممكنًا تشجيع القطاعات الثقافية والترفيهية على تقديم عروض يومية تعيد إلينا لافتة «أين تذهب هذا المساء» الشهيرة. هناك أطقم عمل كاملة كانت تستعد للموسم الصيفى عروضها باتت فى مهب الريح، وهى تتعَّيش من دخل هذه العروض! قبل الحظر كانت هناك أعمال مسرحية يجرى الاستعداد لعرضها بعد عطلة العيد، وقبلها كانت هناك عروض تم افتتاحها ولم تزد على 7 ليالى عرض وبالتالى فالعاملون لم يحصلوا على مستحقاتهم لأن القانون يشترط تقديم 15 ليلة عرض.

هناك من أضيروا بتوقف العروض بينما العيد على الأبواب (اليوم كل عام وأنتم بخير). الآن توقفت العروض، نعم ستعود بعده لتبدأ فى السابعة.. والسؤال هنا لماذا؟ ولماذا لا تقدم عروض أخرى تمتد لساعات أخرى؟ ما الذى كان يضيرنا من ارتياد 500 شخص للمسرح، ومن وجود 5000 شخص فى الإستاد لمشاهدة مباراة القمة، وسعته المكانية تفوق المائة ألف؟ أليست دور العبادة تستقبل الملايين؟ فى كل الأحوال سيبقى الناس فى الشوارع، لكن محبى الفنون والثقافة لن يجدوا مكانًا يرتادونه!. لماذا لا نخصص شواطئ يرتادها الناس بأعداد محدودة ولا يتكررون يوميا بدلا من الإغلاق التام؟ لماذا لا نفكر فى مصيف اليوم الواحد؟ سيخرج الناس حتما، لكنهم سيتسكعون فى الشوارع من دون احترازات، فلماذا لا نستثمر ما لدينا فى الترفيه والتنوير وأيضا دوران عجلة الاقتصاد؟