رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

يا قدس يا مدينة الأحزان

 يا دمعة كبيرة تجول فى الأجفان

 وسط استعدادات المسلمين للاحتفال بعيد الفطر، وفى ظل جائحة «كورونا» التى ركّعت العالم، تعيش مدينة القدس مأساة خاصة ليست جديدة ولكنها مستمرة منذ عام 1948، وراءها حلم الاحتلال الإسرائيلى الذى يسعى لإقامة دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات، مع الاحتفاظ بشعرة السلام والتطبيع مع العرب. بعد يافا وحيفا فى القدس استدار الاحتلال الإسرائيلى إلى حى الشيخ جراح لإخلاء السكان بالقوة وإحلال مستوطنين إسرائيليين بدلاً منهم.

 كما مارست قوات الاحتلال الاعتداء الوحشى على المصلين فى المسجد الأقصى وأغلقت الأبواب المؤدية إليه، وأطلقت الرصاص المطاطى والغاز على المصلين المعتكفين فى الأيام العشرة الأواخر من رمضان بهدف إفراغ المسجد، واعتقلت قوات الاحتلال وقتلت عدداً من الفلسطينيين فى قطاع غزة وحولت باحات المسجد الأقصى إلى ساحة حرب، كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر المجتمع الدولى الذى يغض الطرف عن الجرائم الإسرائيلية التى تهدد الأمن والاستقرار فى المنطقة وتنتهك قواعد القانون الدولى.

هذا الصمت الذى يخيم على العالم وهو يتفرج على وحشية الاحتلال الإسرائيلى من خلال القنوات التليفزيونية يؤكد أن هناك تواطؤًا لتمكين إسرائيل من خطتها فى تهويد القدس فى إطار خطة الشرق الأوسط الجديد.

ويكشف كذبة الدفاع عن حقوق الإنسان التى تتبناها المنظمات المأجورة التى تقدم تقارير بالطلب بمقابل مادى، كما يكشف أن هذه المنظمات تدافع عن حقوق الإرهابيين والمعتدين، ولا تدافع عن حق الإنسان فى الحياة، لماذا اختفت هذه المنظمات ولم نسمع لها صوتاً للاحتجاج على عنف الاحتلال الإسرائيلى ضد أبناء الشعب الفلسطينى والاعتداء على المصلين وطردهم من المسجد الأقصى بالقوة، وحرمانهم من حقهم فى ممارسة عبادتهم فى بيت من بيوت الله.

لقد اختفت هذه المنظمات الحقيرة وتجاهلت انتهاك إسرائيل لقواعد القانون الدولى وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة بممارسة شعائرهم الدينية بحرية فى هذه الأيام المباركة.

لقد أثبتت الجرائم الإسرائيلية أن المجتمع الدولى لا يريد أن يمارس دوره ويصر على الكيل بمكيالين، وأن هناك جهات خفية تسيره لأغراض شيطانية تدفع إلى تقوية إسرائيل بمساعدات أمريكية.

 يدعونا العدوان الاسرائيلي إلى السؤال عن جماعة الإخوان وأنصار بيت المقدس وهى أسماء على غير مسمى، فأنصار بيت المقدس اعتقدت أن تحرير القدس يتم من خلال تخريب مصر، وهى جماعة مصابة بالحول فى عينيها، يجعلها لا تستطيع تحديد الجهة التى تهدد القدس وتسعى إلى تهويده، جماعة أنصار بيت المقدس ثبت أنها كانت عصابة مجرمة مأجورة محرضة لتخريب مصر، وأنها على علاقة بحاخامات اليهود، وكذلك جماعة الإخوان الذين كانوا يهتفون بالملايين على القدس رايحين، وتبين أنه أيضاً كلام فشنك لزوم اللقطة حتى تطلع الصورة حلوة، الجماعات الإرهابية تحارب مصر وتبكى على القدس، رغم أن مصر تقود عملية إدانة العدوان الإسرائيلى على القدس، وتتبنى مشروع حل الدولتين، وتصر على أن تصبح القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.

لابد أن يضطلع المجتمع الدولى بمسئولياته لوقف العنف ضد الفلسطينيين أولاً، وتحميل إسرائيل مسئولية وقف الانتهاكات طبقاً لقواعد القانون الدولى، وتوفير الحماية للأشقاء من المدنيين الفلسطينيين، وضبط الوضع فى القدس والمسجد الأقصى والسماح للمصلين بممارسة شعائرهم الدينية، واستعادة الحقوق المشروعة، والوصول إلى حل عادل وشامل للأزمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

إن الصمت المخزى كما وصفه فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب من المجتمع الدولى تجاه الإجرام الإسرائيلى ضد أبناء الشعب الفلسطينى وانتهاك حرمة المسجد الأقصى سوف يجر المنطقة إلى منزلق خطير يزيد من حدة التوتر ويقلل من فرص تحقيق السلام العالمى القائم على الحق والعدل.

إن تغليب الحلول السياسية لكل الأزمات يضمن تعزيز ركائز الاستقرار، وأهمية احترام كل الأطراف لقواعد القانون الدولى، لأنه يقضى على الممارسات غير القانونية التى تزيد من العنف والتربص، وتجدد الصراعات التى تعادى الحياة وتهدد استقرار الدول.

لا يكفى الشجب لمواجهة العدوان الهمجى من الاحتلال الإسرائيلى، ولا يجوز الصمت الدولى على تشريد أبناء الشعب الفلسطينى ولكن المطلوب دور فاعل تشارك فيه كل القوى العالمية لفرض السلام ووقف الغطرسة واستخدام القوة.

ان العبث بمشاعر المسلمين الذى تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلى في القدس لتحويلها إلى مدينة أحزان بدلاً من الاحتفالات بعيد الفطر هز مشاعر المسلمين على مستوى العالم، ويحتاج الأمر إلى تدخل سريع لتضميد الجراح، بل لاتخاذ إجراءات أكبر تضع إسرائيل أمام مسئولياتها عن احترام القانون الدولى والكف عن ممارسة البلطجة التى أصبحت لا تجدى وتكبد المنطقة عواقب وخيمة.