رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

قرأت بيان وزارة الخارجية الخاص باقتحام قوات العدو الصهيونى المسجد الأقصى، وتوقفت أمام جملتين كالعاجز، حاولت بقدر الإمكان الوقوف على دلالة واحدة لكل منهما، لكن للأسف فشلت جميع المحاولات.

الجملة الأولى الخاصة بإدانة الخارجية لعملية الاقتحام، الخارجية إدانتها بأشد العبارات: «أعربت وزارة الخارجية عن إدانتها بأشد العبارات اقتحام القوات الإسرائيلية مجددا»، ماذا تقصد بأشد العبارات؟ ما العبارات التى يمكن استخدامها بدلا من أشد العبارات؟ ولماذا لم تستخدم عباراة من هذه العبارات فى صياغة الإدانة؟ وما الذى تضيفه بأشد العبارات إلى كلمة إدانة؟

الجملة الثانية التى عجزت عن فهمها جاءت فى الفقرة الثانية من البيان: «تشدد وزارة الخارجية على ضرورة وقف كافة الممارسات التى تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك، لاسيما فى شهر رمضان الفضيل»، ما معنى لا سيما فى شهر رمضان؟ المعنى الوحيد الذى وصلنى ووصل جميع البسطاء ومحدودى الثقافة أمثالى من الصياغة، أن الخارجية قد توافق على «كافة الممارسات التى تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك» فى باقى شهور السنة، بعيدا عن الشهر المبارك، بمعنى آخر فإن انتهاك حرمة المسجد مباح ومتاح طوال العام عدا شهر الصيام.

بعيدًا عن صياغة البيان بما لها وعليها، متى يتخلص العرب من عبارات الشجب، والإدانة، والإدانة بأشد العبارات، لماذا حبس العرب أنفسهم فى هذه الصياغات؟ هل لضعف؟ لعجز؟ ما نعرفه ويعرفه العالم اجمع أن بعض بلدان الشرق الأوسط من أغنى بلدان العالم، وبمقدورها فرض كلمة وسياسة قد تأخذ بها البلدان الكبرى أو تتفاوض حولها، لكن قيادت البلدان الغربية يعلمون جيدا أن الغيرة والحسد هما سيدا الموقف فى علاقة بعض الحكام العرب ببعض، بعضهم يحاول تعجيز الآخر وافشاله.

فى كل الأحوال القضية ليست فى اقتحام مسجد مبارك، بل فى احتلال بلد عربى، والمفترض أن نعمل كعرب على تحرير الأرض وليس إيقاف الاعتداء على مسجد، ملك الحبشة هاجم بجيش جرار مكة، وحاول هدم الكعبة، جد الرسول لم يحرض شباب ورجال مكة على التصدى لمحاولة الاعتداء، وقال لابرهة الجملة الشهيرة: «للبيت رب يحميه».

المؤكد أننا لا نقصد التحريض على عدم التصدى لمحاولة الاقتحام للأقصى، أو عدم التضحية بالدماء فى سبيل حماية المسجد، على العكس لكن نحن نرى أنه من الأفضل ان نضحى بالدماء من أجل تحرير البلد الوطن بما فيه المسجد والكنيسة والبشر من الاحتلال، لكن للأسف الانقسام والمنافسة والكراهية هى سيدة الموقف بين القيادات الفلسطينية، كل منهم يرتدى ثوب الزعامة والقيادة وفضل أن ينعم بخيرات السلطة عن تحرير البلاد، ما يقوم به الشباب المقدسى ليس مقاومة للمحتل بل غيرة على حرمة مسجد.

 

[email protected]