رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

أخيرًا.. وبعد طول انتظار وتشويق.. سقط الصاروخ الصينى الفالت على الأرض، بعد أن شد اهتمام العالم لأيام بدا خلالها كأنه لغز من الألغاز! 

وكان الصاروخ قد ضل سبيله فى الفضاء أثناء عملية إطلاقه من جانب السلطات الصينية ٢٩ إبريل، وعندما سألت قناة العربية الدكتور فاروق الباز عن تصوره لما حدث، قال ما معناه إن إطلاق أى صاروخ يخضع لمعايير وقواعد محددة، وإن الاختلال فى أى معيار أو قاعدة منها يجعل الصاروخ يخرج عن مداره على الفور! 

وقد قيل كلام كثير عن الصاروخ منذ أن انتشرت حكايته، ولكن أهم ما قيل جاء على لسان لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكى، الذى قال إن بلاده رصدت الصاروخ وأنها فكرت فى إسقاطه، وأنه سيسقط فى التاسع من هذا الشهر على أقصى تقدير.. وهذا ما حدث تقريبًا! 

وسوف تشعر وأنت تتابع الصاروخ أنه تحول إلى مادة من مواد الحرب التجارية والسياسية الدائرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين الصين من أيام دونالد ترمب! 

تشعر أن الدعاية حول الصاروخ الفالت من عقاله وحول مخاطر انفلاته كانت واسعة، وأن ذلك كان عن قصد ولم يكن عفويًا، وأن الهدف كان إظهار الصين على أنها الدولة العابثة والأقل مبالاةً بأمن العالم وأمن شعوبه فى كل مكان على الأرض! 

فهل ساهمت الإدارة فى واشنطن فى دفع هذه الدعايات إلى حدودها القصوى، وهل كان الهدف هو إضافة رتوش جديدة على ملامح الصورة التى حاولت ادارة ترمب رسمها فى السابق عن الصين، وتحاول ادارة جو بايدن استكمال رسمها على نحو آخر منذ جاءت إلى الحكم فى العشرين من يناير؟! 

وهل كان ذلك كله نوعًا من السعى فى الطريق نفسه الذى راح يصور الحكومة فى بكين عند بدء ظهور ڤيروس كورونا على أنها المسئولة عن إطلاقه فى أركان الكوكب؟! 

كل هذا جائز ووارد، ولكن القصة هى مجيء موضوع الصاروخ فى توقيت لم يفرغ فيه العالم بعد من تحديد مدى مسئولية حكومة الرئيس شى جينبينج عن نشر الڤيروس فى شتى الدول، انطلاقًا من معهد مدينة ووهان المتخصص فى علم الفيروسات، أو من سوق الحيوانات البرية القريبة من المعهد! 

الحرب السياسية بين بكين وواشنطن مفتوحة على كل أفق، ولا تتورع كل عاصمة منهما عن استخدام ما تستطيعه من أدوات فى حربها ضد الأخرى، حتى ولو جاء ذلك على حساب أعصاب العالم الذى لا ناقة له فى حربهما ولا جمل!