عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

إلى متى تئن يا أقصى، القدس ستبقى تنزف ما دام مبدأ القوة والتهجير هو السائد.

دمت يا أقصى لنا يا وصية الرسول وعد ربى قد دنا والظلام لن يطول، وهذه الكلمات من أنشودة فلسطينية علقت بالأذهان وأنا أشاهد قيام قوات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسين والمصلين الفلسطينيين فى صدامات عنيفة دارت ليل الجمعة - السبت فى القدس، فى تحد سافر لمشاعر المسلمين فى العالم والقانون الدولى ولأبسط قواعد حقوق الإنسان، وإطلاق الرصاصَ المطاطيَّ وقنابل الغاز، مما أسفر عن إصابات فى الجانب الفلسطينى تقدر بحوالى ٢٠٥ أشخاص على الأقلّ بجروح، وتم نقل ٨٨ منهم إلى المستشفيات، وقد أدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين صلاة الجمعة فى المسجد الأقصى، وظل العديد منهم فى الموقع للمشاركة فى احتجاج على خطط الطرد المحتملة.

ازداد التوتر بالقدس خلال شهر رمضان، حيث وقعت اشتباكات فى حى الشيخ جراح بالقدس الشرقية، على خلفية خطر ترحيل نحو ٥٠٠ فلسطينى فى حى الشيخ جراح من نحو ٢٧ منزلا بفعل قرارات إخلاء أصدرتها محاكم إسرائيلية بموجب دعاوى رفعتها منظمات استيطانية، واستمرارًا لسياسة التهجير القسرى للفلسطينيين. الأغلبية الساحقة من سكان الشيخ جراح فلسطينيون لكن الحى يحتوى على موقع يقدسه اليهود باعتباره قبر الحاخام سمعان العادل.

إرهابٌ صهيونى غاشم فى ظل صمت عالمى مخزٍ وتباين ردود الأفعال العالمية والإسلامية، فقد أدانت جمهورية مصر العربية والدول العربية والإسلامية الممارسات غير القانونية الإسرائيلية والتى تستهدف النيل من الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفلسطينى، لا سيما تلك المتعلقة باستمرار سياسة الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها أو مصادرة الأراضى أو تهجير الفلسطينيين، لما تمثله من انتهاك للقانون الدولى، وتقويض لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديد لركائز الأمن والاستقرار فى المنطقة، قال وزير الخارجية الأردني إنه أعطى للسلطة الفلسطينية وثائق تثبت أن الفلسطينيين بحى الشيخ جراح هم «الملاك الشرعيون» لديارهم.

سلطات الاحتلال لا تزال تضرب بالاتفاقيات والقوانين الدولية عُرْض الحائط وسط صمت المجتمع الدولى الذى من المفترض أن يتحرك لمنع هذه الممارسات العدوانية التى يقوم بها الاحتلال تجاه المصلين والمدنيين الأبرياء، وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان روبرت كولفيل: «أوامر عمليات الإجلاء، إذا صدرت وتم تنفيذها، فستنتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي» بشأن القدس الشرقية التى سيطرت عليها واحتلتها فى حرب عام ١٩٦٧، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جالينا بورتر إن واشنطن «تشعر بقلق عميق إزاء التوتر المتزايد فى القدس بما أننا نتجه إلى فترة حساسة سيكون من الضرورى على كل الأطراف ضمان الهدوء والتصرف بمسئولية لخفض تصعيد التوتر وتجنب المواجهات المشوبة بالعنف»، وفى حين طالب وزراء خارجية خمس دول أوروبية هي (فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وبريطانيا) إسرائيل بالتوقف عن سياسة التوسع الاستيطانى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.

القدس ستبقى تنزف ما دام مبدأ القوة والتهجير هو السائد، فالعدوان الإسرائيلى المستمر على القدس والمسجد الأقصى لن يفت عضد الفلسطينيين، القدس بشعبها الفلسطينى ومواطنيها وتراثها وتاريخها وكنائسها ومساجدها فلسطينية ولن تكون سوى عاصمة فلسطين، على الرغم من كل المحاولات التى تجرى الآن وكل آن من قبل إسرائيل تجاه القدس، والتى يقابلها إصرار جماهيرى على التمسك بالقدس كعنوان لفلسطين والدولة الفلسطينية وبالتالى إعادة القضية الفلسطينية إلى الطاولة الإقليمية والدولية.