عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

كل انسان وله مكانة عند الله سبحانة وتعالى وتنعكس تلك المكانة على مكانته عند الناس، فالله سبحانه وتعالى يأخذ بالباطن ، ولذا يجب أن يعرف كل منّا مكانته عند الله ومدى استقامته وعمله الصالح ويحَرَصَ على إصلاح نيته مع الله ولا يعبأ بكلام الناس أي لا يُغره مديح الناس ولا ذمّهم ، بمعنى أن تحرص على أن يكون تقييمك من الله وليس الناس!

ومن وصية الإمام علي بن أبي طالب عليه كرم الله وجهه لأبنـهِ الحسن:» إن كنت عالماً عابوك وإن كنت جاهلاً لم يرشدوك وإن طلبت العلم قالوا : متكلف متعمق وإن تركت طلب العلم قالوا : عاجز غبي ، وإن تحققت لعبادة ربك قالوا متصنع مراء ، وإن لزمت الصمت قالوا : ألكن ، وإن نطقت قالوا: مهذار ، وإن أنفقت قالوا :مسرف ، و إن اقتصدت قالوا : بخيل ، وإن احتجت إلى ما في أيديهم صارموك و ذموك ، وإن لم تعتد بهم كفروك ، فهذه صفة أهل زمانك .»

فبالبعض يتكلم بالسوء! والبعض يشعر بالضيق من هذا الكلام سواء أكان الكلام مباشرا او على مواقع التواصل الاجتماعي ، سواء أكان الكلام أمام عينيك او من وراء ظهرك، البعض ينتابه شعور بالضيق والحزن من هذا الكلام ، ولكن دعني أقول لمن يشعر بالضيق من كلام الناس: من أنت حتى لا يتكلم الناس عنك؟ فقد تكلموا على الله سبحانه وتعالى، وقالوا ان الله فقير ونحن أغنياء ! قالوا عن الله جل جلاله ان الله ثالث ثلاثة ،حتى الأنبياء والرسل وزوجاتهم لم يَسلموا من كلام الناس! فقد اتهموا السيدة عائشة زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام بالزنا، كما تحدث الناس عن سيدنا أيوب وزوجته وشمتوا في ابتلائهما، وأكثر من تأذى من كلام الناس موسى عليه السلام ، فقال الله تعالى :» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا»، فمن يتمعن في هذه الآية يعلم جيدًا ان الذي برأ موسى عليه السلام الله سبحانه وتعالى وليس الناس!، وأكمل الله سبحانه وتعالى كلامه فقال وكان عند الله وجيهًا ، فالأهم من تكون أنت عند الله وليس عند الناس، فالناس متقلبون من معك اليوم ليس معك غدًا ، ومن يحبك اليوم يكرهك غدًا، صديقك اليوم عدوك غدًا والعكس.

بعض الناس لا يمتلكون إلا الكلام فلا يعجبهم شيء فعندما يرون امرأة جميلة يتهمونها بالفتنة! وعندما يرون امرأة قبيحة يشفقون عليها! وعندما يرون انسانا غني يتهمونه بالنصب! وعندما يرون إنسانا فقيرا يتهمونه بالتكاسل عن العمل! عندما يرون انسانا يتكلم كلاما حكيما يتهمونه بالفلسفة وعندما يرون انسانا يتكلم كلاما غير هام يتهمونه بالتفاهة! هكذا هو كلام الناس ، على اي حال لن تسلم من كلام الناس ! كما قال الله سبحانه وتعالى لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام :» وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقولُون»، فالله يعلم كيف كلام الناس يضيق صدر الإنسان منه ، ولكن أعطانا الحل وكيفية التعامل عندما يضيق صدرنا من كلام الناس فقال تعالى :» فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِين .وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين».

 كما تحدث الله سبحانه وتعالى عن مخاطبة الجهلاء وكيفية التعامل معهم ، فقال تعالى :» وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما «، فالله سبحانه وتعالى في مُحكم كتابه لم يترك مسألة الا وتناولها ووضع الحل لها ، كما أعطانا الله طريقة التعامل مع الناس اي نأخذ بالعفو ونأمر بالعرف ونعرض عن الجاهلين، كما أمرنا الله بالعفو وشرطها عند المقدرة ولم يجعلها قاعدة بلا استثناء، فالله سبحانه وتعالى رحيم وديننا يُسر وليس عُسرا كما يدّعي البعض ذلك، بل وضع الله قواعد وقوانين للتعامل مع الناس حتى نستطيع ان نحقق السلام الداخلي والراحة النفسية.

عضو مجلس النواب

[email protected]