رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

بعيدًا عن السياسة، القاهرة فى فترة الإجازة الماضية، التى استمرت نحو خمسة أو ستة أيام، كانت بلدًا جميلًا، ومنظمًا، ونظيفًا، وهادئًا، فلا ضوضاء ولا إزعاج فيها، الكل فى حال سبيله يقضى حاجته فى يسر وسكينة، بل وأكثر من ذلك فلم أسمع طوال تلك الاجازة آلة تنبيه سيارة أو مشادة بين الناس كما يحدث عادة فى شهر رمضان نتيجة انفلات الأعصاب لدى البعض بسبب الصيام، فقد كانت القاهرة نموذجًا جميلًا، أتمنى أن يدوم طويلًا.

بصراحة لم يسبق لى أن قضيت فى القاهرة إجازة طويلة مثل هذه الأيام، فغالبًا ما أذهب فى الاجازة إلى الإسكندرية مسقط رأسى، فالإسكندرية تمتاز بالهدوء والجمال والهواء العليل خاصة على شاطئ البحر، فدائمًا ما أستمتع بفترة الإجازة هناك وخاصة انه قد قدر الله لى أنى أمتلك منزلًا فى الساحل الشمالى، أقصده فى طلب المزيد من الهدوء والاستمتاع بجمال الطبيعة ونظافة الجو. كم أتمنى لو طالت تلك الإجازة إلى نهاية الأسبوع، فإننى أتصور أن الحكومة لو أعطت العاملين فى الدولة إجازة لمدة ثلاثة أيام سيكون هذا أفضل للجميع سواء القاطنون بالقاهرة، أم العاملون، ام للإنتاج، لأن العامل أو الموظف لو حصل على إجازة طويلة فستكون هذا دافعًا له للإنتاج أفضل.

صحيح انه هناك العديد من المدن الجديدة التى تم انشاؤها، مثل 6 أكتوبر، والشيخ زايد، والقاهرة الجديدة، وغيرهم الكثير، وقد استطاع الكثير من سكان القاهرة الانتقال إلى هذه المدن، وهم الآن يشعرون إلى حد كبير بالراحة عن سكان القاهرة، فالقاهرة أصبحت غير قابلة للبقاء فيها نتيجة الزحام والضوضاء والتلوث من عادم السيارات، فقد أصبحت القاهرة من ناحية الصحة ضارة جدا على المقيمين بها نتيجة ملوثة بالهواء. وقد أحسن سيادة الرئيس بالاهتمام بالطرق المؤدية للمدن الجديدة فلا شك ان إنشاء الطرق الواسعة والكبارى والأنفاق قد سهل على القاطنين بالمدن الجديدة من الذهاب إلى مساكنهم فى سهولة ويسر عبر الطرق والمحاول المرورية الجديدة.

بقية لى كلمة خاصة بالعاصمة الإدارية الجديدة، فإننى أتساءل: لماذا هذا الإصرار على هذه التسمية العاصمة الإدارية؟ هل ستكون فى المستقبل مخصصة للمنشآت الحكومية وأصحاب الأعمال أم ماذا؟ لا أدرى ما هو المقصود بعبارة الإدارية، أنا أفهم أن يقال العاصمة الجديدة، أما نعت العاصمة بالإدارية، فهل هذا فيه إشارة إلى أن إدارة مصر سيكون من هناك بدلًا من القاهرة؟ فى تقديرى، انه من الأفضل أن تسمى العاصمة الجديدة بدلًا من الإدارية، وقد سبق لكثير من الكتاب اختيار أسماء لتلك العاصمة، ولكن لم يتم التعليق على أى منها، فهل يا ترى ستكون تلك العاصمة قاصرة فقط على العاملين بالحكومة والسفارات ورجال الأعمال؟ لست أدرى!!!

إذا كنا نقصد ان تكون العاصمة الإدارية فقط لإدارة الدولة، فهل هناك اتجاه أيضًا لأن تكون مدينة العلمين الجديدة فى الإسكندرية العاصمة الثانية، فقد قرأت ذات مرة أن مجلس الوزراء هو أول من بادر بإنشاء مبنى فى مدينة العلمين الجديدة، وقد تم انعقاد مجلس الوزراء هناك، فهل ستكون مدينة العلمين الجديدة العاصمة الثانية بدلًا من الإسكندرية؟ إننى أرحب بكل مدينة جديدة أو طرق او منشآت، فليس معنى كلامى أننى أرفض الحداثة والتطوير، بل اننى أتمنى مضاعفة ذلك، فالحق يقال ان مدينة القاهرة قد أهملت كثيرًا فى السنوات الماضية وكذلك الإسكندرية، ولا يمكن أن تكون هاتان المدينتان عاصمتي مصر التى ننشدها، التى ستكون بإذن الله أم الدنيا.

أخيرًا.. لا يفوتنى فى هذه الأيام المباركة ان أهنئ جموع المصريين بأعياد الربيع، كما أخص بالتهنئة إخواننا الأقباط بمناسبة عيد القيادة المجيد، أرجو من الله سبحانه ان يجعل كل أيامنا أعيادًا تملؤها السعادة وراحة البال، وأن يحمى بلادنا من كل شر وسوء.

وتحيا مصر.