رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

«ههههه.. تدخل على البروفايل ياباشا تلاقيها لابسة لبس ما ينفعش تقعد بيه فى البيت مش تخرج بيه ويقلك المتحرشين، طب أنت مش شايفة أنت بتعملى إيه أنت... وأنت، وتقولى المتحرشين، إذًا دى حرية شخصية، يبقى بقى لما يتحرش تبقى حريته الشخصية، آمال انت عاملالى كدة وعايزانى أعمل ايه، يبقى انت المتحرشة ههههه».

هذا ما قاله حرفيا لاعب الكرة السابق بالنادى الأهلى «شادى محمد» والذى يعمل مذيع حاليًا، وذلك فى برنامج أذيع جهارًا فى نهار رمضان، وأنا أرد عليه «زغردى يا الست والدته لأنك عرفتى تربى فعلاً داعية للتحرش»...!

يا أستاذ يا محترم، يا متربى، يا من سمحت لنفسك التحكم فى ملابس البشر ومحاكمتهم ومعاقبتهم بإهدار كرامتهم وانتهاك عروضهم، إذا هيتم التحرش واغتصاب كل بنت لابسة لبس تعتبره مثير لسعادتك أنت وغيرك من دعاة التحرش أو ممارسيه، يبقى عليه السلام، بكدة كل بنات الغرب يجب اغتصابهن أو التحرش بهن فى الشوارع، وأيضًا أن يتم هذا بكل غير المحجبات من مسلمات وبالطبع أيضا مسيحيات يجب عليكم يا رجال اغتصابهن والتحرش بهن فى كل مكان، وما رأيك يا من تعتبر لبس الفتاة أو المرأة السبب فى التحرش بها، ما رأيك فى التحرش بالأطفال من الإناث واغتصابهن، بما فيهن طفلة البامبرز، ما رأيك فى ثلاثة وحوش آدمية استغلوا خروج فتاة معاقة ذهنّيًا من منزلها واغتصابها فى نهار رمضان قبل أيام، ما رأيك فيمن يتحرش بالمحجبات والمنتقبات، ومنهم من يتحرش بيده وليس باللفظ، ما رأيك فيمن يتحرش لفظيًّا حتى بمن تقود سيارتها ولا يبدو منها إلا رأسها من زجاج السيارة، ما رأيك فيمن يتحرش بالمسنات ممن فى سن أمه أو جدته، وهى ترتدى عباءة سوداء وغطاء رأس أسود، وليس بها أى شىء مثير للشهوات الحرام... القضية إذًا أخلاق رجال وليس ملابس نساء.

أهذا هو النموذج الذى يخرج إلينا عبر الشاشات لينشر دعوته الهائلة بالتحرش بكل سافرة يرى أن ملابسها مثيرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، الأم تدعون عبر الشاشات، وكيف تعتبر أن التحرش حرية شخصية، هل تفهم أنت أولا معنى الحرية، أو لا تدرى أن الحرية هى ألا تقترب من حرية الآخرين أو تضرهم.

هذا مجرد نموذج يا سادة لشاب افترض أنه مثقف، قدوة، يتبعه غيره من محبيه من الشباب، فإذا به بكل استهانة واستخفاف، يدعو للتحرش بكل من يرى أن ملابسها لا تروق له من حيث الحشمة، بالطبع أنا لست مع الخلاعة فى ملابس الفتيات أو المرأة، ولا تبرج الجاهلية، ودعوتى دومًا لكل فتاه أنها قطعة من الماس، والماس ثمين ويجب أن يحفظ قدر الإمكان عن الأعين، وأنها ليست قطعة من اللحم «يعف» عليها الذباب، ولكن الدعوة بالموعظة الحسنة، وليس بالتنفير والتهديد والوعيد، وهذا دور كل رجال الدين والإعلام، والمثقفون والنخب من قادة الرأى، بجانب دور الآباء والأمهات، ولكن فى النهاية أيضا ليس لبس الفتاة دعوة أبدا لاغتصابها وانتهاكها.

يا سادة الاغتصاب والتحرش فى قمة منهج العنف الذى يمارس ضد فتيات ونساء مصر فى كل أرجائها، وأتحدى أن فتاة أو سيدة لم تتعرض للتحرش بأى أسلوب من الأساليب وفى أى مكان حتى فى العمل، يا سادة ربوا أولادكم، بأن ما سيفعله فى بنات الناس سيرتد إليه فى عرضه، ربوا أولادكم على الشهامة والرجولة، لا الفحولة والذكورة، هل عليكم أيها الرجال والشباب أن تشعروا بالفخر بأنفسكم، ومصر تصنف دوليًّا وعربيًّا كأسوأ بلد فى الشرق الأوسط بالنسبة للمرأة، وفقًا لدراسة من الإحصائيات أجرتها مؤسسة طومسون رويترز على 22 دولة عربية، حيث أكدت البيانات حول العنف ضد المرأة، والحقوق الإنجابية، ومكانة المرأة فى الأسرة ومعدلات التحرش الجنسى وختان الإناث والزواج القسرى والمبكر ومكانة المرأة داخل منظومة الاقتصاد ونوعية تمثيلها السياسى، أكدت أن مصر تحتل الأولى أى الأسوأ بين الـ 22 دولة فى فئتى «العنف ضد المرأة» و«الحقوق الإنجابية»، والمرتبة 20 فى فئة «المرأة فى السياسة»، والمرتبة 19 فى فئة «المرأة فى الأسرة» و«المرأة فى الاقتصاد»، والمرتبة 14 فى فئة «المرأة فى المجتمع»، جاءت مصر بمكانة أسوأ من العراق والمملكة العربية السعودية... وللحديث بقية.

[email protected]