رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

«رقابة مدرسية.. منتديات للتعاون».. طرفا خيط رفيع ممتد على سطح يموج بالنتوءات والتعرجات!.. هكذا التقطَت طرفي الخيط.. وبينهما كانت تفاصيل القصة!

قصة مدينة يبلغ عدد سكانها 2.3 مليون نسمة.. تتراوح أعمار 45% منهم 29 سنة وأقل.. يعيش على أرضها نحو 200 جنسية وثقافة.. 89% من إجمالي طلبتها يتلقون تعليمهم في مدارس خاصة تحظى أيضاً بإقبال متزايد من جانب نحو 58% من السكان الأصليين، على الرغم من مجانية التعليم الحكومي لهم.

في مدينة دبي الإماراتية كان المشهد أعلاه الذي وضع تحدياتٍ أمام حكومة دبي حول مدى نجاحها في تحسين جودة مدارس لا تديرها بنفسها ولا تمتلكها!.

لكن، لماذا دبي واعدة تعليمياً؟!

يشير التقرير الدولي «5 مدن واعدة.. منهجيات إصلاح التعليم»، إلى نجاح حكومة دبي في تحسين مستوى جودة المدارس الخاصة عبر مسارين رئيسيين هما «المحاسبة» من جهة و«تحفيز المدارس الخاصة على التعاون» من جهة أخرى!.

من هذا المنطلق، فإنه وبين العامين 2007 و2008م على التوالي تأسّست هيئة المعرفة والتنمية البشرية وجهاز الرقابة المدرسية في دبي – جهة رقابية تحظي باستقلالية تامة تحت مظلة هيئة المعرفة - لإدارة وتنظيم التعليم والارتقاء به في المدينة.

في «المحاسبة»، لعب جهاز الرقابة المدرسية دوراً كبيراً في تحديد إطار عمل واضح لما ينبغي على المدارس تحقيقه.

ووفقاً للتقرير الدولي، فقد كان لهذا الأمر آثاره الإيجابية على خطط التطوير في المدارس نظراً لما يقدمه من أولويات واضحة ونظام متطور للحوافز - يُسمح للمدرسة بزيادة رسومها السنوية وتوسيع نطاق عملها بناءً على تقييمات جهاز الرقابة المدرسية- كما أن نشر تقارير الرقابة المدرسية لكل مدرسة وتصنيفها تبعاً للجودة وضعها بمتناول الجميع، ما شكّل دافعاً للمدارس الخاصة لتحسين جودة أدائها.

في الوقت ذاته، عملت دبي على تعزيز التعاون بين المدارس مع إطلاق وترسيخ منتديات للتعاون والدعم المتبادل فيما بينها لتشجيعها على العمل المشترك لتحقيق التحسين.

لقد حقّق طلبة الإمارات العربية المتحدة في البرنامج الدولي لتقييم الدولة PISA 2012 ارتفاعاً ملحوظاً في الأداء مقارنة بنتائجها في دورة 2009 من التقييمات ذاتها، ما جعلها واحدة من أفضل ستة بلدان نجحت في تحقيق أعلى تحسن في الأداء بين 65 بلداً شارك في PISA 2012، وتفوقت الإمارات العربية المتحدة على جميع الدول المشاركة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

لقد شجعت حكومة دبي من جانبها المدارس على تطوير أساليبها في التعليم والتعلم والانتقال من خلال إطار عمل الرقابة المدرسية من الأساليب التقليدية إلى أساليب تعليم وتعلم حديثة يكون دور المعلم فيها كمنسق للتعلم.

نجحت دبي في تحقيق تحسين تدريجي في قطاع التعليم المدرسي الخاص من خلال الجمع بين الدعم والتحدي، مع وجود قيادة متسقة في الهيئات الحكومية الرئيسية ساهمت في ترسيخ الإصلاحات وتأصيلها، مما مكّن حكومة دبي من تطوير القوانين والتشريعات اللازمة وتطبيقها في نظام التعليم المدرسي الخاص بمشاركة مجتمعية قوية.

إن نظام التعليم المدرسي في دبي قد شهد بالفعل تطوراً متسارعاً خلال الأعوام الثمانية الماضية، وتحسنت نتائج المدارس في الاختبارات الدولية مما يعكس زيادة أعداد الطلبة الذين يتلقون تعليمهم في مدارس خاصة جيدة أو متميزة. ويشير الاتجاه العام بين الطلبة الإماراتيين في الالتحاق بالمدارس الخاصة، كما أن نتائج الطلبة في اختبارات PISA تشير إلى أن نظام التعليم في المدارس الخاصة في دبي يتفوق على المدارس الحكومية.

الأسبوع القادم: فقراء لندن.. نيولوك المدارس الحكومية!