عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

 

يبدو أن قضية تصفيد الشياطين فى الشهر الكريم التى تناولناها فى مقال الأمس جاءت كما يقولون: على الجرح، وأن البعض لفت انتباهه كثرة الجرائم، وتساءل مثلنا: لماذا الجرائم شغالة الله ينور، قتل، وسرقة، واغتصاب، واختلاس، وغش.. فما هى حقيقة تقييد الشياطين بالسلاسل؟، البعض الآخر لم يتوقف عند السؤال، وفكر وتوصل إلى إجابة ركن عليها.

تلقيت أمس العديد من الرسائل على البريد الإلكترونى، بعضها كما سبق وذكرت أبدى دهشته واستغرابه، والبعض الآخر وهو الأهم أبدى اندهاشه من طرحى للسؤال، لأن الرد، حسب اعتقاده، معلوم ومتفق عليها.

بعضهم يرى أن التقييد يشمل رؤوس الشياطين أو القيادات، أما الصغار منهم فلا يتم تقييده، من هنا، على حد قولهم، تقع الحوادث، يقوم الشياطين الصغار، الأشبال بما كان يقوم به الكبار، يوسوسون للناس، فيقع الضعيف منهم فى الخطأ أو الجريمة، وهذا الرأى بالطبع لا يستند إلى ما يدعمه، فهو مجرد رأى لك أن ترده أو تأخذ به، لكن طرافته فى حصر الوسوسة فى الأشبال، صغار الشياطين، وكأنها حفلة تدريب لمدة شهر، ينتهز الأشبال فرصة تصفيد القيادات، وينزلون إلى البشر يتدربون على الوسوسة.

هناك رأى آخر قريب من السابق يقول إن المقصود بالحديث المردة من الشياطين، وأصحاب هذا الرأى استندوا إلى حديث لأبى هريرة قال فيه: «..وتغل مردة الشياطين» والمردة جمع مارد، والمارد فى القرآن (الصفات 7، والحج 3، النساء 117) المتمرد، أما المارد بطل بعض الحواديت التى حكيت لنا فى القرية زمان، فهو الطويل والعريض، فى اللغة: مفرط الطول، قيل لنا إنه ظهر لبعض من عادوا أو تركوا المنزل فى وقت متأخر من الليل، يفاجأ بأن الحارة أو الشارع مسدود، حائط كبير يقطع الطريق، طبعاً يكش فى نفسه ويتساءل: هى دى حارتنا؟، لحظات ويسمع صوتاً، لا يعرف مصدره، ركبه تسيب ويجرى على البيت مستعيذا من الشياطين والمردة، ما أتذكره من هذه الحكايات أن المردة غير مؤذين، فلم يحكَ لنا أن أحد المردة قام بأذية من ظهر له، قد تكون الأذية فى رد فعل الإنسان، ربما من شدة خوفه، هذا رأيى، يصاب برعشة أو شلل نصفى أو خرس فترة، نصيحة، ونحن فى شهر كريم، لا تعوّلوا على ذاكرتى، لعدة عوامل: السن، هرم يعنى، والمرض، والحواديت سمعتها قبل خمسين سنة.

هناك رأى آخر لا يخلو من طرافة، مفاده أن الإنسان لا يحتاج لمن يوسوس له، بعضه مجرم بطبعه، شره أكثر من خيره، تربى على الشر والعنف والغباء، وساعة القدر يعمى البصر، وسيبك بقى، ده نصيحته لى، من اللى بيقولوه: ساعة شيطان، ده كلام فارغ، الإنسان أقوى وأشر من الشيطان.

هذا بعض ما تلقيته من تعليقات، لكن قبل أن ننهى حديثنا يجب أن نشير لملاحظتين، الأولى: أن أحاديث التصفيد انفرد بها أبوهريرة، الملاحظة الثانية: أن التقييد، على ما أظن، لا يمنع الوسوسة، فالشيطان لا يحتاج إلى أن ينزل ويلازمك حيث تكون ويركب دماغك لكى يقنعك، فمحتمل أنه يمتلك المقدرة على أن يوسوس لك عن بعد، والله أعلم.

 

[email protected]