عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

الكتابة عن الكندى، يعقوب بن إسحاق (185 ــ 256هـ) محفوفة بمحاذير شديدة، والكاتب، قبل أن يتورط فى توصيف أو حكم، مطالب بأن يفكر جيدا ويعاود القراءة، عرف عن الكندى بأنه فيلسوف العرب، أول من اشتغل بالفلسفة بين المسلمين العرب، وعده البعض مؤسس الفلسفة الإسلامية، كان يتقن بعض اللغات، ويمتلك ثقافة موسوعية، اشتغل بالترجمة والهندسة والطب والفلسفة والفلك، ونقل بعض مؤلفات فلاسفة اليونان إلى العربية، وثبت له ابن النديم (ت 438هـ) فى الفهرست 241 كتابا موزعة بين 17 فرعا من فروع العلم، ضاع معظمها، ولم يتبق منها نحو 50 كتابا، وربما أكثر، نشر منها أربعون، وهى مجرد رسائل صغيرة الحجم، لا يتجاوز بعضها عشر صفحات.

 الكندى كان مقربا من الخلفاء، وحظى لفترة ليست قصيرة بمكانة كبيرة لدى الحكام، كان مقربا إلى الخليفة المأمون(ت 218هـ) والمعتصم بالله(ت 227هـ) ثامن الخلفاء العباسيين، وابنه أحمد، وهذه المكانة جلبت عليه المشاكل، فأوقع الحساد بينه وبين الحكام، وشجعوا العامة ضده، وتناوله البعض بالنقد والتجريح والسخرية. وقاموا بالتشكيك فى مكانته العلمية والفكرية، والقارئ لما كتب عنه يقع فى حيرة كبيرة: هل كان الكندى فيلسوفا أم طبيبا أم فلكيا أم مهندسا أم مترجما؟ ما هى الخانة التى نضع فيها الكندى؟ هل نعده حقا أول فلاسفة العرب أم أول فلاسفة الإسلام؟.

الخلاف حول مكانة وصفة وعلم الكندى تعود إلى القرن الثالث وظلت حتى القرن السابع من الهجرة، صاحب الفهرست (ت 438هـ) قال: ويسمى فيلسوف العرب»، وكان يراه من الفلاسفة الطبيعيين: «إنما وصلنا ذكره بالفلاسفة الطبيعيين إيثارا لتقديمه لموضعه فى العلم»، وابن أبى أصيبعة (ت 668هـ) وصفه فى كتابه عيون الأنباء فى طبقات الأطباء، مرة بفيلسوف العرب، وأخرى بفيلسوف الإسلام:» ولم يكن فى الإسلام فيلسوف غيره احتذى فى تواليفه حذو أرسطوطاليس».  ومع هذا كان يراه طبيبا، وعده ضمن طبقات الأطباء العراقيين.الأطباء النقلة الذين نقلوا الطب وغيره من اللسان اليونانى إلى اللسان العربى».

وقد شكك ابن النديم فى قدراته بالترجمة والنقل، فعند الكلام على بطليموس، قال: «له كتاب جغرافيا فى المعمور وصفة الأرض، وهذا الكتاب ثمانى مقالات، نقل الكندى نقلا رديئا، ثم نقله ثابت( بن قرة) إلى العربى نقلا جيدا».

وشككوا كذلك فى أسلوبه وبلاغته وقدرته الأدبية، قال الشهرزورى (القرن 7هـ) فى كتابه تاريخ الحكماء نزاهة الأرواح وروضة الأفراح: «ذكر أبوسليمان السجزى أنه اجتمع هو وجماعة من الحكماء عند الملك أبى جعفر بن بوية بسجستان، فجرى حديث فلاسفة الإسلام، فقال الملك: ما وجدنا فيهم على كثرتهم من يقوم فى أنفسنا مقام سقراط وأفلاطون وأرسطوطاليس، فقيل له: ولا الكندى؟ قال: ولا الكندى، فإن الكندى على غزارته، وجودة استنباطه، ردىء اللفظ، قليل الحلاوة، كثير الغارة على حكمة الفلاسفة».

 

[email protected]