رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مفارقة فيسبوكية ، المستشفى الوحيد الذى لايطلب تبرعات مستشفى المجانين ، عين العقل ، ولو طلبها لن يتحصل عليها ، بحيرة التبرعات نشفت ، نُزِحَت ، معلوم « العايط فى الفايت نقصان عقل « ، والمعنى البكاء على الماضى قلة عقل!!

المنافسة الإعلانية الشرسة على طلب الصدقات والتبرعات والزكوات من الطيبين لصالح المؤسسات والجمعيات والصناديق الخيرية والتنموية، تستاهل وقفة، ما هكذا تورد الإبل!

احتكار التبرعات والصدقات والزكوات وقسمتها على حوالى عشر جمعيات عملاقة، تملك موازنات إعلانية ضخمة، وتهيمن على نهر الخير، تغرف منه، وتعب منه عبا، النهر كاد يجف من الغرف المفرط وسنويا بالمليارات، خد من التل يختل.

 تماسيح الإعلانات الراقدة فى النهر متربصة بالتبرعات، لم تترك قطرة تبل ريق عشرات الآلاف من الجمعيات والمؤسسات الخيرية ودور الرعاية وملاجىء الأيتام، نشفتها عليهم لدرجة أن الجمعيات المتوسطة والصغيرة باتت على شفا الإفلاس، وتعانى أزمات تصل إلى حدود عدم المقدرة على توفير الطعام والدواء للنزلاء، وهم بعشرات الآلاف .

جمعيات ديناصورية عملاقة مفروضة علينا تقتحم بيوتنا بنفوذ الإعلانات الكثيفة ذات الموازنات الضخمة ، وتستخدم نجوم الفن والدين ، وجوه مسلسلات الصابون ، وبرامج الهداية ، كل رمضان نفس الجمعيات بنفس الوجوه بنفس المشروعات الخرافية التى لا تنتهى ابدا ، وتستنزف تبرعات الطيبين عاما بعد عام دون تقديم كشف حساب واحد ، يُبَيِّنْ لَنا مَا هِيَ ، إِنَّ الجمعيات تشابهت علينا ، كشف حساب واحد يُبَيِّنْ ، كم جمع فى كم سنة ، وكم أنفق على جمعه إعلانيا ، وكم صافى الإيرادات بعد تجنيب نسبة العاملين عليها ، وكيفية توزيعها على مصارفها الشرعية او الخدمية .. ومتى تشبع هذه الجمعيات المجترة ، والحيوان المجتر ‏ هو نوع من الحيوانات التى تأكل طعامها عن طريق عملية الاجترار.

معلوم ، «أخد الحق صنعة» وكذا طلب التبرع فن ولقد برعوا فيه ، مسلسل رمضانى مستدام ، احتكاريون لا يتركون مساحة على الشاشة لجمعية جديدة بفكرة جديدة، صادروا التبرعات جميعا، ويبحثون عن الصدقات، ويتشاطرون الزكوات، ربنا يستر على العشور، لا تزال خارج اهتمام جماعة تماسيح نهر الخير الجارى.

معلوم التبرعات كالماء المالح، كلما شربت ازددت عطشًا، ضخامة الحملات الإعلانية وثراؤها، تؤشر على حجم التبرعات المرتقبة ، يسيل لها اللعاب ، نهر جارٍ من التبرعات، ما يحتم ضراوة المنافسة، صيد محتمل ثمين ومغر، ويستأهل الإنفاق الخرافى لاقتناصه ، زكاة المال وحدها تقدر بسبعين مليارا فى تقديرات منشورة ومنسوبة لمصادر من الثقاة !

يقال والله أعلم إن الجنيه إعلانيا فى رمضان يجلب عشرة جنيهات تبرعات، اللَّهُمَّ لا حسد، اللهم زد وبارك، يعنى تصرف مليون تحصد عشرة ، عجبا من العجب العجاب ، يصدق عليها تكاثر الأرانب ، الأرنبة تستمر فى الإنجاب لمدة أربع سنوات، وتبلغ مدّة الحمل عند أنثى الأرنب ٣١ يومًا ويمكن أن تضع فى الولادة الواحدة من ١-١٢ أرنبًا ، فيه شبه بين الجمعيات و الأرانب !

بخلاف الجمعيات العشر المبشرة بالتبرعات، هناك عشرات الآلاف من الجمعيات تترجى الله فى حق غموس العيش الحاف ، احتكار التبرعات أخطر أشكال الاحتكارات، أخطر من احتكار الحديد، الجمعيات تعملقت وصارت احتكارية، يستوجب مراعاة الجمعيات الضعيفة والكسيرة، أطعموا الفم، اللقم تزيح النقم، ولكم فى تماسيح الجاحظ عبرة، ومن كتاب «الحيوان» نقتطف سطورا دالة: «فالتمساح مختلف الأسنان، فينشب فيه اللحم، فيغمه فينتن عليه ( يزعجه ) ، وقد جعل فى طبعه أن يخرج عند ذلك إلى الشط، ويشحا فاه ( يفتحه ) لطائر يعرفه بعينه ( عصفور القطقاط ) ، يقال إنه طائر صغير أرقط مليح. فيجيء من بين الطير حتى يسقط بين لحييه ( فكيه ) ثم ينقره بمنقاره حتى يستخرج جميع ذلك اللحم، فيكون غذاء له ومعاشا، ويكون تخفيفا عن التمساح وترفيها. فالطائر الصغير يأتى ما هنالك يلتمس ذلك الطعم، والتمساح يتعرض له، لمعرفته بذلك منه».. تمساح كريم  .. مابال تماسيح النهر الجارى !؟