رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

خدنا اجازة والاجازات أيام ممتازة، انت يا هذا قللى لماذا أخدت اجازة. فى اعتقادى أن اجازة الخمسة أيام من الخميس الى الاثنين التى منحتها الحكومة لجميع العاملين بالدولة تحمل دعوة للمصريين بشحن كارت الوعى الذى تم استهلاكه فى قضايا كثيرة كانت تحتاج إلى وعى المواطنين، وأثبتوا فيها أن وعيهم فريش ويقظ وفى مقدمتها تفويت الفرصة على اعلام الخيانة الذى يبث من الخارج لزرع روح الاحباط فى أجساد المصريين وجعلهم فى خلاف مع الدولة، وعى المصريين تفاعل مع هذه القضية، وكان  الرئيس السيسى دائماً يراهن على الوعى وفرز الغث من السمين والانحياز لقضايا وطنهم، وسجل المصريون نسبة نجاح عالية فى الوقوف إلى جانب المشروع الوطنى  والإطاحة بكل الأفكار المغلوطة قبل وصولها الى الأذن.

هذا الوعى الذى كان عليه المصريون لم يستخدم بنفس الدرجة مع جائحة كورونا التى تتصيد أرواح البشر باعتبارها فيروس فتاك مبيهزرش لدغاته مخيفة ونهاياته وخيمة يجثم فوق صدور البشرية على مستوى العالم قرابة العامين دون أن تلوح بوادر بالتعافى منه رغم جهود العلماء فى البحث عن ترياق له أو دواء وتم التوصل الى لقاحات توقف زحفه ولا تمنعه.

إجازة الخمسة أيام طبعا هى مقابل احتفالات عيد العمال وشم النسيم وتحرير سيناء وعيد القيامة، وكلها مناسبات دينية ووطنية، كان يقضيها المصريون وخاصة شم النسيم فى الحدائق، وهذا اليوم مشهود فى حياة المواطنين بطقوسه المتعددة، ولكن هذا العام  مختلف فالاجازة للراحة فى المنزل، وليس للخروج لتفادى زيادة الآثار الجانبية لكورونا التى تصطاد ضحاياها فى الزحام والحفلات والعزومات والمقاهى والمولات والمواصلات،  ومطلوب تحويل الاجازة لاستراحة لمراجعة النفس والتفكير فى الحياة ومساعدة الدولة على تخفيف آثار كورونا حتى الآن رغم تزايد الاصابات فى مصر إلا أننا فى وضع مطمئن اذا قارناه بالوضع الذى تشهده دولة مثل الهند التى انطلق شعبها فى الاحتفالات الدينية وممارسة الطقوس وهزمهم الفيروس وانهار النظام الصحى، ولم يجد الآلاف مكانا لهم فى مستشفيات العزل،  وبقى معظم المرضى فى الشوارع يواجهون لحظات النهاية المأساوية.

الأيام الماضية تشير الى زيادة أعداد المصابين بالفيروس فى مصر أضعاف ما يتم الاعلان عنه وزيادة عدد الوفيات والمطلوب الالتزام بالاجراءات الاحترازية التى قررتها الدولة ومنها اجراءات شخصية تتعلق بارتداء المواطنين للكمامة والتباعد الاجتماعى والكف عن ممارسة العادات الاجتماعية التى تثير الفيروس وتجعله ينتقل بسرعة بين الأشخاص، الى جانب الاجراءات العامة التى تتابعها الدولة فى منع الاحتفالات والفعاليات الجماهيرية واغلاق المولات والملاهى المخالفة.

ابقوا فى المنزل، هذا هو الاجراء الذى يجب أن يطبقه المصريون فى الاجازة المجمعة، هذه المناسبات تحيى داخلنا الوحدة الوطنية بين المسلمين واشقائهم المسيحيين، فهناك يوم يصومه المسيحيون فى أحد أيام رمضان قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد كما يحتفل المصريون مع الاخوة المسيحيين بأحد السعف والذى نطلق عليه فى الصعيد "الخويصة"، كما احتفل المسيحيون بخميس العهد أمس بمناسبة نصيحة السيد المسيح لتلاميذه بأن يحبوا بعضهم كما أحبهم هو، ثم يأتى قداس يوم القيامة الذى يجب أن يكون قيامة المواطن المصرى باعتباره صمام أمان لهذا البلد، فالوحدة والاخوة بين قطبى الأمة هى التى حمت البلاد من جماعة الإرهاب وحافظت على الدولة من السقوط، نريد أن تساهم هذه الأعياد والمناسبات فى تجديد أواصر المحبة والمودة وتجديد العهد للوطن بأن الجميع على قلب رجل واحد فى  مواجهة كل من تسول له نفسه العبث بأمنه القومي.

الإجازة هذا العام ليست للفسح والخروج الى الشوارع والتكدس فى المولات لأننا نواجه خطرًا شديدًا لا يقل عن خطر الإرهاب وهو  فيروس  كورونا، مازالت الحكومة تحافظ على التوازن بين الصحة والاقتصاد،  وعلى الشعب فى نفس الوقت أن يكون على قدر هذا التوجه حتى نحافظ على صحتنا وعلى اقتصادنا لأن البديل عن عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية هو الإغلاق، واذا كان هو الحل الوحيد فانه سيطبق لأنه لا يوجد أغلى من صحة المواطن.

الوعى ثم الوعى هو السبيل للتخفيف من آثار الجائحة، شحن الوعى يجنب البلاد خطر الوقوع فى براثن الفيروس، بشكل يصعب السيطرة عليه، ونكون قد جنينا على أنفسنا، إن الملاحظ هذه الأيام أن وعى الناس فى حاجة إلى إعادة شحن ليتمكنوا من التعامل مع كورونا، إن الاستهتار بالاجراءات ثمنه باهظ جدًّا، الاجابات المكررة والمحفوظة عن أسباب عدم الالتزام بالكمامة والتباعد الاجتماعي، والاستهبال الذى نراه فى الشوارع ووسائل المواصلات سوف يجعلنا نندم، ولا نريد أن نقع فى دوامة الحظر، إن الدولة تطبق أساليب مدروسة للمواجهة وتعترف فى نفس الوقت أن الخطر ليس بعيدًا عنا، وأصبحت المواجهة مسئولية الجميع كلٌ يمارس دوره المطلوب.

إننا نقدر الجهود الضخمة التى تقوم بها الكوادر الطبية لمساعدة المصابين، كما نقدر جهود الدولة فى توفير المستشفيات  والعلاج للمصابين وتوفير اللقاحات، ويجب أن نقوم بدورنا نحن  الشعب فى الالتزام بالإجراءات ونجعل من الاجازات مناسبة للحفاظ على صحتنا بدون الالتزام لن تستطيع الدولة الاستمرار فى فتح الاقتصاد، وتتجه لتطبيق اجراءات صعبة لا يستطيع المواطن تحملها.

خدنا اجازة، وكل عام والشعب المصرى بخير ونعود من الاجازة أكثر  وعيًا،  وأكثر استعدادًا للعمل والانتاج وتعويض أيام التوقف، والتى اعتبرها التزود ببنزين  الحركة.