عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أؤمن أن الفن أقوى من الإرهاب. به تتغير الشعوب، وتتبدل الأحوال وتنصلح أمور الأمم. بفيلم سينمائى يُمكن ترسيخ حقيقة ما، وبآخر يُمكن نفي افتراءات ومحو أكاذيب. وبأغنية تنعدل صور ذهنية خاطئة لأمور بعينها، وبمسلسل درامى تتلاشى شائعات أخرى، وبالفن الجميل عموما تفرض الحقيقة ذاتها على الناس.

من هنا، أتابع بعض الأعمال الدرامية فى رمضان، رغم ضيق الوقت، بوعي وإيمان كاملين بأهمية الدور الذى يلعبه الفن فى إصلاح المجتمع، وزيادة الوعى الوطنى لدى العامة، ودحض دعاوى الإفساد وضرب الاستقرار. فالفن هو إحدى أدوات القوى الناعمة القادرة على الدخول إلى كل بيت، والتناقش بحرية وهدوء ودون وصاية مع الناس، بمختلف فئاتهم وطبقاتهم، والتأثير فيهم إلى أقصى مدى.

وليس صحيحًا أن الفن، مجرد إبداع مطلق بلا سياج أو أطر، أو رسائل وغايات، ولست أتقبل فكرة الفن من أجل الفن، وفى رأيى فإن كافة بلدان العالم توظف الفن، أو جانبا منه ضمن قواها الناعمة لتأكيد سياستها وبعث رسائلها وتوعية الرأى العام بحقيقة ما ترى.

وحسبى أن أشيد بمسلسل «الاختيار» وما يقدمه من فضح وكشف لمخططات الإخوان الإرهابية لتقسيم البلاد، وهدم مؤسساتها، وشل مسيرتها نحو التنمية. لقد بدا المسلسل كرسالة شديدة العمق، موجهة إلى الرأى العام بحقيقة ما كان يجرى، وتفاصيل ما تعرضت له البلاد، وكيفية نفاذ قوى الإرهاب والظلامية إلى عقول العامة للسيطرة عليهم من خلال خطاب دينى زائف.

وبدون شك، فإننى أرى أن تحلُق الناس كُل يوم أمام المُسلسل المتميز فنيا، يعد دليلا دامغا على حاجة الناس لأعمال فنية عظيمة تطرح قضايا الوطن بعمق وتميز وإبهار.

لقد برهن المُسلسل على إمكانية نشر رسائل التوعية بشأن خطط الاستقطاب الظلامى للجماعات المتطرفة، ومدى الخطر الذى تمثله على الحضارة والتقدم، فالفكر لا يهزمه إلا الفكر، والكلمة الخبيثة تردها الكلمة الطيبة الصادقة.

إن فضح مُخططات المتشددين، وكشف خواء الخطاب الذى يتبنونه، وتعريف الناس بتضحيات أبطال قواتنا المسلحة، والشرطة، وكافة مؤسسات الدولة المصرية دفاعا عن أمان الناس واستقرارهم، يُمثل انتصارا حقيقيا على قوى الشر وداعميها فى الداخل والخارج.

وأتصور أن الفن، والإبداع، والثقافة، أدوات حيوية يُمكن أن تلعب أدوارًا عديدة، ليس فى قضية مواجهة الإرهاب وحدها، وإنما فى كثير من قضايانا وتحدياتنا المجتمعية المصيرية الأخرى.

من هنا وجب علينا تحية كل فنان حقيقي، وطني، مبدع، موهوب، ممثلًا كان أو مخرجًا أو كاتبًا أو موسيقيا، أو أى إنسان شارك فى إنجاز هذا العمل الرائع، الذى يُخلد أبطالنا الوطنيين، بدءًا من الشهيد أحمد المنسى فى الجزء الأول خلال العام الماضي، إلى الشهيد محمد مبروك فى الجزء الثانى فى رمضان الحالي، ثم إلى باقى أبطال مصر وفدائييها العظام فى مختلف العصور، خلال الأعوام القادمة.

تحية واجبة لهم أنهم صوبوا مسار الفن المصري، وقدموا رغم بعض الهنات الصغيرة نماذج فنية شديدة الروعة، ساهمت فى تأكيد هوية المصريين الوسطية الطيبة المؤمنة بالوطن، والعصية على الاستغلال الدينى والاستقطاب السياسي.

ونسأل الله رحمته لشهداء الوطن، الذين ضحوا بأرواحهم لننعم بأمان واستقرار وراحة بال، ونسأله أن يحفظ بلادنا من كل شر.

وسلام على الأمة المصرية.