عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى المضمون

 

 

يجب أن ينتبه صناع الدراما فى رمضان هذا العام إلى عدة حقائق لا يمكن تجاوزها فى المواسم القادمة، لم أشاهد كغيرى العديد من الأعمال الرمضانية هذا العام نتيجة لكثافة الاعلانات والتى حولت مسلسلا مدته نصف ساعة إلى فواصل بين اعلانات تستغرق أكثر من ساعة لوحدها.. نعم الاعلانات هى مصدر تمويل الدراما، وكل من يعمل فى الاعلام يعرف ذلك، ولكن يمكن التغلب على الأمر بوضع الاعلانات أو معظمها فى اسفل الشاشة بطريقة لا تفقد المشاهد متعة المتابعة.. وعموما ليست هذه هى القضية الأساسية التى اقصدها، وما أحاول أن أشير إليه هنا هو خروج بعض المسلسلات عن المنطق والواقع بحجة خيال المؤلف وإظهار المجتمع المصرى فى صورة غير تلك الموجودة على الأرض، لذلك فإن أنجح الأعمال هى تلك التى جسدت وقائع حقيقية عاشها المصريون واقبلوا على مشاهدتها رغم حفظهم لأحداث الواقع عن ظهر قلب.. الاختيار ٢ على سبيل المثال نال نسب مشاهدة عالية جدا خاصة حلقة فض رابعة التى أذيعت بدون اعلانات، ووصلت الرسالة تماما خاصة مع كمية التفاصيل التى كانت خلف الأبواب المغلقة وقت وقوع أحداث رابعة وكشفها المسلسل للناس بالحقائق الدامغة التى خرجت من أجهزة الدولة المصرية.. الاختيار نجح فى كشف حقيقة الإخوان وتعريتهم وإزالة القناع عن مظلومية رابعة التى روجوا لها كثيرا.. كذلك مسلسل القاهرة كابول ومسلسل هجمة مرتدة، وهما مأخوذان عن قصص واقعية وحققا نجاحات كبيرة أكثر من تلك المسلسلات التى اعتمدت على استنساخ دراما من خيال المؤلف، وبعضها افتقد لأى منطق حتى لو كانت الحبكة الدرامية جيدة وكل ذلك بسبب البعد عن الواقع ومحاولة الباسه احداثا وشخصيات ليست بنت البيئة التى يدور حولها المسلسل الدراما سلاح خطير ولعلنا جميعا لا نزال نذكر كيف تم تشويه مصر بقصد من خلال افلام العشوائيات والكباريهات التى أنتجت بكثافة قبل أحداث ٢٥ يناير وما قبلها الدراما التى تحدثت عن الصعيد هذا العام على سبيل المثال رغم الحركة الجيدة إلا أنها لم تستطع التعبير عن الوجه القبلى وبعضها بالغ فى العنف والانتقام بغير وعى لطبيعة الصعيد وقيمه التى لا يفهمها الا أبناؤه، ولم ترقَ هذه المسلسلات لدراما سنوات سابقة ليست ببعيدة المجتمع هناك بتركيبته دون مبالغة أو المساس بقضايا حساسة، وان تم معالجتها بحرفية لاتزال عالقة بأذهان الناس. القضية هنا أن الصدق والالتحام بالواقع هما البوصلة التى يجب أن تسير عليها دراما رمضان فى الأعوام القادمة.