رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى ذكرى العاشر من رمضان، قرأت مقالات كثيرة، كما استمعت للعديد من الأحاديث التليفزيونية عن بطولات رجال قواتنا المسلحة وما قدموه من تضحيات فى هذه الحرب المجيدة، التى أعادت لمصر وللامة العربية كلها كرامتنا التى اهدرت فى مذبحة 1967، ولكن لم اسمع او اقرأ عن الأسباب التى أدت إلى قيام حرب العاشر من رمضان سنة 1393 هجرية، الموافق السادس من اكتوبر سنة 1973.

وحتى لا ننسى، اريد ان يعلم أبناؤنا الذين لم يعاصروا تلك الحرب المجيدة، ما الدوافع التى قادتنا إلى هذا اليوم الفارق فى تاريخ مصر والأمة العربية كلها؟ السبب الأول وراء حرب العاشر من رمضان فى تقديرى هو غرور وكبر زعماء مصر، الذين ظنوا انهم أقوى دولة فى منطقة الشرق الأوسط، لقد تصور زعماؤنا فى عام 1967 وما قبله انهم أقوى دولة فى المنطقة، وانهم يستطيعون إزاحة إسرائيل بما عليها وإلقاءها فى البحر، الا انه لم يدر بخلد هؤلاء الزعماء آنذاك من يقف وراء إسرائيل يشد من ازرها ويدفعها للأمام.

وإذ كان غرور وكبر زعماء حين غرتهم قوتهم فتصوروا ان باستطاعتهم القضاء على إسرائيل، هو السبب الرئيسى لحرب العاشر من رمضان، فإن السبب الثانى الذى قادنا لهزيمة 1967، هو كذب القيادة على شعب مصر فى ذلك الوقت، لقد كذبوا على شعبنا لدرجة انهم صدقوا كذبهم، فادعوا آنذاك ان بإمكانهم إبادة إسرائيل بصواريخ بعيدة المدى، أطلقوا عليها القاهر والظافر وان هذه الصواريخ يمكنها الوصول إلى تل ابيب. وامعانا فى الكذب والتهويل فقد اقاموا عرضا عسكريا باستخدام سيارات روسية ضخمة حملوا عليها هذا الوهم الكبير، ثم قاموا بإطلاق تلك الصواريخ التى لا يعلم الا الله، اين سقطت حتى الآن.

لقد ساندت روسيا بقواتها مصر فى فترة ما قبل عام 1967 وما بعدها، حتى تصور قادتنا آنذاك انهم سوف يقفون إلى جانبنا فى حربنا ضد إسرائيل، ولكن ما حدث هو عكس ذلك تماما، فقد سمعت الإذاعة بنفسى بعد هزيمة 1967 وبالقطع التسجيلات مازالت فى الاذاعة المصرية حين قال الرئيس عبدالناصر تبريرا لهزيمة 1967، ان السفير الروسى صباح يوم 5 يونية سنة 1967، أصر على ايقاظه من نومه واخباره ان روسيا تطالبه بعدم ضرب إسرائيل وجعلها هى التى تبدأ بالهجوم، وبالقطع خضع عبدالناصر لهذه الرغبة الروسية.

ولكن ما حدث ان الطائرات الإسرائيلية قامت فى فجر يوم 5 يونية سنة 1967 بالهجوم على جميع المطارات المصرية فدمرت سلاحنا الجوى بالكامل والطائرات مرابضة فى مطاراتها، كما توجهت تلك الطائرات إلى السواحل المصرية وقاموا بضرب قواتنا البحرية فى موانيها، لقد دمرت الطائرات الإسرائيلية فى خلال 24 ساعة تقريبا قواتنا الجوية والبحرية، وما حدث بعد ذلك ان سماء مصر أصبحت مكشوفة امام السلاح الجوى الإسرائيلى، الذى راح يدك الجيش المصرى المتواجد على ارض سيناء الحبيبة، فراح الآلاف من رجال القوات المسلحة ما بين شهيد ومصاب.

وفى اعقاب هذه الهزيمة المنكرة تقدم الرئيس عبدالناصر باستقالته من رئاسة الدولة لكن شعب مصر رفض تلك الاستقالة وأصر على ضرورة الانتقام لما حدث، ونزولا على رغبه الشعب بدأ الرئيس عبدالناصر بإعداد العدة لليوم المحتوم الذى يستعيد فيه جيش مصر كرامته وكرامة الامة العربية كلها، ولكن القدر لم يمهله الفرصة، ثم جاء نائبه البطل الرئيس الراحل أنور السادات ليكمل المسيرة، فوضع خطة الحرب مع أبنائه من القوات المسلحة، ثم قامت حرب أكتوبر سنة 1973، الموافق العاشر من رمضان سنة 1393 هجريا، فكانت بحق ملحمة من الكفاح والنضال لكل شعب مصر.

لقد عبرت قواتنا المسلحة فى العاشر من رمضان قناة السويس، ولكن سرعان ما تدخلت أمريكا فى الحرب فأرسلت مساعداتها لإسرائيل، ما اضطر مصر بقيادة الرئيس السادات إلى وقف إطلاق النار، وفى اعقاب ذلك تمت معاهدة السلام، وبمقتضى تلك المعاهدة استردت مصر كامل الأراضى المسلوبة مقابل السلام مع إسرائيل. هذه كانت هى حقيقة ما حدث فى حرب أكتوبر سنة 1973، الموافق العاشر من رمضان سنة 1393 هجريا. فبحمد الله تعالى استطاعت قواتنا المسلحة فى هذه الحرب استعادة سيناء الحبيبة إلى حضن الوطن، بقيادة الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام.

وبهذه الذكرى العطرة لا يسعنى الا ان ادعو الله سبحانه ان يحمى مصرنا الحبيبة، وان يوفق رئيسنا الحالى عبدالفتاح السيسى فى نضاله من اجل رفعة مصر وشعبها.

وتحيا مصر.