رؤى
لا أعرف على وجه التحديد لمَ يختفى المهندس إبراهيم محلب رئيس وزراء مصر الأسبق؟ ولماذا لا نراه فى احتفالات الدولة؟ ولماذا لم يطلق اسمه على احد المشروعات الكبرى التى يتم تنفيذها؟
المهندس إبراهيم محلب قدم لمصر الكثير، منذ عمله فى شركة المقاولون العرب، ثم وزيرا للإسكان، ثم رئاسته للحكومة لمرتين، خلال فترة تولى المستشار عدلى منصور، وبعد انتخاب الرئيس السيسى، ثم توليه منصب مساعد الرئيس للمشروعات القومية.
المهندس محلب تولى رئاسة الحكومة فى ظروف معقدة وشديدة الصعوبة، وكما يقال حالكة السواد، وهى الفترة التى حاولت فى الجماعة والقاعدة ومخابرات بعض البلدان العربية والأجنبية هدم النظام المصرى، وضرب مؤسساته، وزرع الفتن، ودفع الشعب إلى الاقتتال. وبعون الله كان محلب على قدر كبير من المسئولية، وحاول بقدر المتاح هو ووزراء حكومتيه أن يسير فى جميع الاتجاهات، محاربة الإرهاب، وحماية المؤسسات، وإصلاح ما أفسده الدهر، والنهوض باقتصاد البلاد.
محلب لم يكن يحارب وحكومتاه الإرهاب والجماعة والفساد والتشدد فقط، بل كان يواجه كذلك الانفلات الذى شهدته البلاد فى المصانع والشركات والوزارات، والانفلات الذى شهده الإعلام أيامها، وقد كان اخطر ما تشهده البلاد، واجهه بصدر رحب وبابتسامة عريضة.
الإعلاميون وبعض الكتاب الصحفيين ارتدوا أيامها ثوب الثوار والمفكرين والمحللين، وكانوا ينتقدون ويهاجمون وينظرون ويأمرون، حتى أن احدهم وجه إنذارا شديد اللهجة لوزير الداخلية.
محلب كان اول من نزل إلى الشوارع فى القاهرة والمحافظات يتجول بين المواطنين بدون مواكب او حراسة او رسميات، يستمع ويشرح ويعد دون خوف أو تردد بابتسامة عريضة، وكان المواطنون يلتفون حوله بحب، وأتذكر أننى انتقدته فى احدى زياراته إلى محافظة بالصعيد خوفا على حياته، فقد زار المحافظة برفقة 11 وزيرا من الحكومة، وكانت البلاد تشهد إرهابا لم تره من قبل، محلب كان يقضى نصف يومه أو اكثر بين المواطنين فى الشوارع يستمع إليهم ويطمئنهم.
ولمحلب فضل عرض مشروعات الإسكان المليونية على الرئيس، وأذكر كنا نبحث عن مشكلة لأحد المواطنين سبق وكتبت عنها، ووعد بحلها وتحدثنا عن مساكن الشباب، وعرفت منه بتجهيزهم لمشروع مليونى، منه للفئات غير القادرة والمتوسطة، تمليك وايجار، ويذكر له تدشين شركة «أيادى» لمواجهة طابور البطالة ونجح فى خلق نصف مليون فرصة عمل للشباب، أطلق مشاريع الطاقة الشمسية فى الأقصر، ويذكر له ان استغل علاقاته بقادة افريقيا خلال رئاسته للمقاولين العرب، ومهد الطريق أمام عودة مصر للاتحاد الأفريقى، إنجازات محلب كثيرة ومنيرة وسجلت باسمه فى التاريخ ويصعب علينا حصرها، لهذا يجب أن نقدر عطاء هذا الرجل لبلاده، ونطلق اسمه على أحد المشروعات تكريما وردا للجميل.