عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

ما أكثر الكلام الذى قيل من قبل عن استئناف حركة السياحة الروسية إلى مصر، بعد أن كانت قد توقفت فى أعقاب سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء أكتوبر ٢٠١٥!

وقد كنا نجد أنفسنا نعود إلى المربع الأول مع كل كلام جديد فى هذا الاتجاه، وكنا على مدى ست سنوات تقريبًا مضت منذ الحادث، نجد أنفسنا وكأننا نعيد قراءة حكاية صاحب المطعم الذى وعد الناس ذات يوم بأن الأكل فى الغد سوف يكون بالمجان!

فى كل مرة كان الزبائن يجيئون فى الغد ليطلبوا طعامهم بالمجان كما وعد صاحب المطعم، وكان هو يأخذهم برفق إلى اللافتة المعلقة على الباب ويدعوهم إلى قراءتها من جديد، وكان المساكين يقرأون فيكتشفون أن ما جاءوا يطلبونه سوف يكون فى الغد، فإذا جاءوا مرةً ثانية فى الغد اكتشفوا أنهم مدعوون من جديد إلى المجيء فى الغد.. وهكذا وهكذا.. بلا سقف زمنى محدد فى النهاية!

كان هذا هو مسلك الروس معنا طوال السنوات الست الماضية، وكنا فى حاجة إلى نوع فريد من طول البال لعلنا نصل معهم إلى شيء فى آخر المشوار!

وكان خبراء أمن من موسكو قد جاءوا أكثر من مرة يراجعون الاجراءات المتبعة للمرور عبر مطاراتنا، وفى كل مرة كانوا يعودون ويقولون فى بلادهم إنهم وجدوا الإجراءات على أعلى مستوى، وإن المطارات التى زاروها جاهزة لاستقبال حركة السياحة من جديد!

ولم يكن شيء يتحقق من جانبهم فى المقابل، ولم تكن السياحة تعود فى كل المرات، وكنا نجد أنفسنا مضطرين إلى دعوتهم للوفاء بما وعدوا به، وكانوا يقولون إن هذا سوف يتم قريبًا!.. ولم تكن « قريبًا » هذه تأتى فى موعدها المنتظر رغم الوعود المتتالية والزيارات المتتابعة!

ولم يكن الأمر مفهومًا، إلا هذه المرة التى نأمل أن يكون الوعد من الرئيس الروسى فى محله، وأن تعود حركة السياحة بين البلدين طبيعية كما كانت على الدوام!

ففى الاتصال بين الرئيسين السيسى وبوتين الجمعة الماضية، جرى الاتفاق على استئناف حركة الطيران كاملة بين الدولتين، بما فى ذلك مطارات شرم والغردقة.. ولأن الالتزام الروسى هذه المرة يأتى على مستوى رئاسى، فالغالب أنه سيكون التزامًا فى مكانه، والغالب أن السياح الروس سيعودون يتدفقون كما كانوا يتدفقون من قبل على شرم وعلى الغردقة، والغالب أنهم سيكتشفون أن غيابهم كل هذه السنين كان بلا مبرر وبلا سبب معقول!

أهلًا بالسياح الروس فى الغردقة، وفى شرم التى ساء البعض فى المنطقة من حولنا أن تظل توصف بمدينة السلام، فكان حادث الطائرة الغامض الذى عاقب المدينة على شيء لم تفعله!