رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهني

شهد مجلس الشيوخ في جلسة الاثنين الماضي عاصفة من الجدل الحاد حول تعديل قانون الثانوية العامة ؛ فما أن رفض معظم الأعضاء القانون المقترح لمخالفته للدستور من ناحية: وزيادة أعباء اولياء الامور من ناحية أخرى؛ حتى غضب الدكتور طارق شوقي وزير التعليم واصفًا مجلس الشيوخ (أن موقفه هذا يعد عائقا امام تطوير نظام التعليم).

ونحن هنا لسنا ضد تحديث منظومة التعليم؛ وربما يكون مع الوزير كل الحق في ضرورة تطبيقها وعلى رأسها الثانوية التراكمية؛ وكذلك التعليم الإلكتروني بسنوات التعليم الاساسية؛ ولكن من حق الاسر عليه ان يتمهل في التطبيق : فمن الصعب ان ينتقل نظام التعليم من تعليم تقليدي لعقود طويلة الى نظام حديث في غضون عام او عامين؛ دون تأهيل للبنية التعليمية الأساسية من مدرسة ومعلم وطلاب.

وإذا كانت مبررات الأعضاء لرفض القانون تنحصر في زيادة الأعباء على الطلاب وأسرهم؛ بالاضافة الى ان المشكلة ليست في سنة واحدة أو ثلاث ؛ وإنما في نوعية التعليم وجودته مما يفرض دراسة شاملة لجوانب المنظومة التعليمية. وتساءلوا عن غياب هذه الدراسة.

ليس ذلك فقط وإنما تساءلوا أيضا عن استعدادات الوزارة لمواجهة ازمات التابلت وانقطاع الانترنت علي غرار ما حدث في الامتحان التجريبي للثانوية الإلكترونية ؛ حين فوجئ الطلاب  بسقوط السيستم بشكل مفاجئ؛ وعدم التمكن من الدخول علي شبكة الامتحان من سيرفر المدرسة؛ في الوقت الذي أكدت فيه الوزارة نجاح البروفة الأولي للامتحان الالكتروني في معظم المدارس !

والأغرب من ذلك؛ ماذكره الوزير تعقيبًا علي مطالبتهم بحوار مجتمعي  حول المشروع المقترح؛ حيث قال نصًا :(مفيش دولة يتم بناء مناهجها علي مايطلبه المستمعون؛ وايه اللي يريح الناس ) وأضاف: هناك مشروع موجود وشغال وماشى لقدام وهيمشي لقدام ؛ وكأنه يتحدي رؤية النواب  !

تلك بعض الانتقادات المتبادلة بين وزير التعليم وأعضاء مجلس الشيوخ في جلسة الاثنين الساخن حول قانون الثانوية العامة المقترح ؛ والتي كنا نود أن تتخذ مسارًا اخر بالهدوء والموضوعية بين الطرفين ؛ فمن حق النواب أن تبدي مخاوفهم بصوت عال؛ ومن واجب الوزير أن يطمئنهم بهدوء بالادلة والبراهين ؛ بدلا من التهكم والإصرار علي سلامة رأيه ؛ خاصة وأنه يتحدث في بيت الخبرة الوطني أمام قامات شيوخه الكبار ؛ لذلك ماكان ينبغي أن يصف الوزير رؤية خبير كبير. ووزيرتعليم أسبق بأن ( الأمور مش فذلكة ) !

والطريف أن تأتي هذه الانتقادات لهذا النظام خلال الامتحانات التجريبية التي يؤديها الطلاب الان مما يساعد علي تشتيتهم وإحباطهم ؛ مهلاً يامعالي الوزير.