رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

أصبحنا نعيش الآن في رعب مما وصلنا اليه من تكنولوجيا ، فأصبحنا في عالم شبكات الانترنت نشعر بعدم تصديق ما نراه وما نسمعه وما نقرأه ، فأصبح التحريف عالي التقنية مما يصعب معه التفريق بين الحقيقة والكذب! فاليوم بإمكان اي شخص يُحرف ليس فقط أخبارا منقولة ومتداولة بل من الممكن تحريف صور وفيديوهات وايضًا نبرة صوت الأشخاص ! فالدول والاشخاص تحارب بعضها البعض بسلاح التكنولوجيا وهو سلاح يفوق في خطورته النووي أو قد يتساوى معه في الخطورة !

فنحن نتعامل مع شبكة الانترنت المتآلف عليها ولكن لا نعلم كثيرًا عما يُسمى بالانترنت المُظلم ! فهناك مواقع مخصصة للهاكرز والقرصنة الاحترافية، في هذه المواقع تجد عالما آخر عالم مريضًا نفسيًا ، ومن يتعاملون مع تلك المواقع ايضًا مرضى نفسيون ، يتم دخول تلك المواقع مقابل مبالغ مالية باهظة ، تعتبر هذه المواقع من المواقع الخطرة لأن أصحابها والعاملين فيها هم من عمالقة الاختراق ولا يعتبر التعامل معهم أمرًا سهلًا إذ قد يتم اختراقك بمجرد دخولك احد مواقعهم او تحميل شيء من محتوى مواقعهم.

عرضت تلك المقدمة لسبب واحد وبسيط حتى يستريح الجميع من عناء البحث عن أجوبة لٍما يحدث اليوم من قتل الناس بلا سبب ومن تفجير المساجد والكنائس ايضًا بلا سبب ، فما شاهدناه من قتل داعش للضحايا لايف وتم بثه للجميع ، وما شاهدناه من تفجير لمسجد بنيوزلندا لايف ايضًا ، هذا ليس المقصود به قتل مسلمين او تفجير مسجد او غيره، فما حدث ويحدث وسيحدث سلسلة من نتائج الإرهاب النفسي الذي انتشر وأصبح من الصعب السيطرة عليه ومن يدخل ذلك العالم الخفي صعب الخروج منه!

فنحن نعلق على ما يحدث من اعمال ارهابية بأن مفتعلها مريض نفسي وليس مجنونًا وهناك فرق! فالمجنون يفعل ذلك بدون قصد وبدون وعي وادراك، اما المريض النفسي فهو يفعل ذلك عن قصد وبكامل وعيه!، ولكن كيف أصبح كذلك هذا الأهم! فمن خلال عمل بحث واستبيان عن تلك المواقع ومن يتعاملون معها ، وجدت ان من يدخل ذلك العالم اصبح مدمنا لها ، فأصبح يتلذذ بمشاهد التعذيب لايف، وحكومات كل الدول المتقدمة لن تستطيع السيطرة عليهم ، فهم يصفون انفسهم بان عالم الانترنت الذي نتعامل معه يوميًا لا يُشكل 1% من العالم الخفي من الانترنت اي هم في العمق ونحن جميعًا على السطح، والأكثر خطورة أن من تعامل مع تلك المواقع أصبح مريضًا نفسيًا وغير طبيعي . ليت الأمر يتوقف عند ذلك اي مرضى نفسيون يتعاملون مع بعضهما البعض فلو كان الأمر كذلك كان هينا! ، ولكن الأمر بات يخرج من عالم الانترنت المظلم للعالم أجمعه!

 والأكثر خطورة من كل ذلك ان انتشار مثل تلك الفيديوهات ومشاهدة الجميع لها ، يؤدي الى ان يصبح العالم كله ميتًا نفسيًا بحيث يعتاد مشاهدة الدماء ، اي يتم تدمير الجميع نفسيًا واحتلالهم فكريًا وهذا ما يسعون اليه من خلال نشر تلك الفيديوهات لايف وهذا هو الغرض الرئيسي من العمليات الارهابية وايضًا فيديوهات التعذيب والقتل، إلا وهو قتل الملايين نفسيًا وليس العشرات الذين ماتوا جسديًا من خلال الارهاب التقليدي الذي يُستخدم فيه السلاح التقليدي ويقتل الجندي وهو في سكناته! لذا أحذر نفسي والآخرين من عدم مشاهدة ما يتم تداوله من أخبار تعذيب كتعذيب الأم لابنها او الابن لامه، وايضًا الفيديوهات المتداولة من تعذيب للأطفال ولذوي القدرات الخاصة، وأيضًا تعذيب الحيوانات لانها تؤثر على نفسية المشاهد وقد يصل الأمر لدى البعض بعدم رغبته في البقاء على قيد الحياة، اي قتله نفسيًا وفكريًا.