رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

غدًا بإذن الله ستحل الذكرى الـ ٤٨ لانتصار أكتوبر المجيد فى أجواء ملبدة بتصريحات استفزازية من دولة إثيوبيا، مدعومة بصمت عالمى مريب يصل إلى حد التواطؤ خصوصًا الدول التى كنا نظن أنها صديقة، والتى تعبث بالأمن القومى لمصر والسودان عن طريق تقديم مساعدات مباشرة ولوجستية لدولة اثيوبيا، التى أعلن وزير خارجيتها منذ يومين عن عزم بلاده بيع المياه بعد الانتهاء من الملء الثانى للسد خلال الأسابيع القليلة القادمة، وحاول التراجع عن تصريحاته على قناة الجزيرة واعتبر أنها فهمت خطأ، كما رفض وزير الخارجية فى السياق ذاته الاجابة عن سؤال مفاده: عما إذا كانت اثيوبيا ستبيع المياه لإسرائيل من عدمه.

وتبدو فى الأفق مؤمرات تريد العبث بأمن الشعبين الشقيقين ولعلنا نستلهم العبر خلال هذه الذكرى الجليلة، ونعلم أن معاركنا المصيرية والتى دائمًا وأبدا ما نكون فيها الطرف الذى يرفض التصعيد ويتمسك بالدبلوماسية لآخر نفس  ولا يبدأ بالعنف، ولكن عندما تضعنا اثيوبيا فى موقف لا نحسد عليه بالمقارنة بالعشرة أعوام الماضية من المفاوضات، وتكشف عن نواياها الخبيثة فى إعادة تقسيم حصص المياه بدول حوض النيل واصفا أن الاتفاقيات السابقة كانت استعمارية علاوة على تصريحات استفزازية من نوعية (النهر لنا والمياه مياهنا) فإن الأمر ربما يستحق وقفة، حيث تحاول اثيوبيا بهذه التصريحات اخفاء ما يحدث على أراضيها من تهجير وانتهاك وهتك عرض للنساء والأطفال بإقليم تجراى، واتهام البرلمان الاثيوبى لأبى أحمد بالعنصرية ضد ستة ملايين مواطن.

ورغم ذلك كله يعتبر فضية السد هى معركة اثيوبيا فى الوجود، والتى يسعى من خلالها للإضرار بدولتى المصب مصر والسودان.

وعلى الصعيد العالمي لجأت السودان لتقديم طلب إحاطة لمجلس الأمن الدولي بخصوص الملء الأحادى للسد فى شهر يونيو المقبل، ومصر ردت على الغرور الاثيوبى بعدم تفريطها فى نقطة مياه واحدة من حصتها، وفى الوقت ذاته مازالت تتمسك بالخيار التفاوضى حتى آخر لحظة، ولكن إثيوبيا تعلم أنه بعد الانتهاء من هذه المرحلة سيصعب معها ضرب السد لخطورة هذا الأمر على السودان، والذى سيؤدى إلى إغراق أراضيها وتهجير سكانها، وهو الأمر ذاته الذى يجعل مصر والسودان فى موقف حرج ولابد من تحرك محسوب وبدقة تتماشى مع التعنت والغرور الاثيوبى.

فهل سيشهد هذا الشهر الكريم تطورات ومفاجآت تتناسب مع التصعيد الاثيوبى، وتعيد لأذهاننا معركة العاشر من رمضان والتى أثبتت للعالم كله عنصرية إسرائيل وانحياز أمريكا السافر لها.

وما أشبه الليلة بالبارحة فإسرائيل التى قهرناها منذ نصف قرن هى ذاتها التى تقف نفس الموقف العدائى من قضية السد، وأمريكا التى كانت تحمى مصالحها مازالت تتآمر وأينما تكون مصلحة إسرائيل تكون المساندة، وكما كان خط بارليف مانعًا مائيًّا ضخمًا وحطمته مصر بالإيمان والصبر والإرادة، سيتحطم أيضا سد النهضة العنصرى بأيادى المصريين وأشقائهم السودانيين بالإيمان والصبر والإرادة.