رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

 

 

 

كنا قد تحدثنا فى مقالنا السابق عن أسباب ظهور ما يعرف بمصطلح (الإرهاب الجديد)، وكنت قد ختمت بوعد لاستكمال أشكاله المختلفة التى ستضمنها سطورى اليوم بإذن الله.

ولعل أشكال الإرهاب بشكل عام والجديد منه تحديداً تتنوع بتنوع الإطار الفكرى الحاضن له، وكذلك طبيعة ودرجة حماس قياداته وأهدافهم ودوافعهم، وأيضاً اختلاف الوسائل المستخدمة لتحقيق الأهداف، ولذا نرى إرهاباً دينياً، إرهاباً سياسياً، عرقياً، فردياً، جماعياً.. وغير هذا الكثير من الأشكال المتعددة للإرهاب، وربما جمع أو دمج (الإرهاب الجديد) ما بين بعض الأشكال القديمة والوسائل الحديثة، فظهرت لنا بعض أنواع الإرهاب الجديد مثل:

الإرهاب الفردى، وهو فى الأصل يعد شكلاً قديماً من أشكال الإرهاب، ويسمى أيضاً بـ(الذئاب المنفردة)، وهو من أخطر الأشكال وخاصة إذا قام به شخص له علاقة بتنظيم إرهابى على المستويين الأيديولوجى والتنظيمى، لأنه قد يحدث فى بعض الأحيان أن يقوم به فرد أو ذئب منفرد كما يطلق عليه دون أن تكون له لى صلة بتنظيم إرهابى، حيث يفعل ذلك بدافع شخصى أو يكون مأجوراً لتنفيذ فعل معين، وقد رأينا نماذج على هذا فى أساليب الاغتيال السياسى، وأتذكر أن التيار الفوضوى فى أوروبا أو تحديداً فى القرن الـ19 كان قد استخدم أسلوب الاغتيال السياسى ضد ما عرف بالنخبة البرجوازية.

ويعد مهدداً كبيراً للأمن المحلى والعالمى على وجه سواء، ولعل الأرقام توضح لنا أكثر، ففى الفترة من عام 2000 إلى 2014 كانت قد قتلت بعض عناصر اليمين المتطرف نحو 94 شخصاً، بينما قتل الإرهابيون الإسلاميون ما يقرب من 16 شخصاً. 

وفى دراسة لما بين عامى 1968 و2010 تبين أن 17% من العمليات الإرهابية التى نفذها أفراد قام بها اليمين المتطرف، و15% قام بها المتطرفون الإسلاميون، 7% قام بها انفصاليون، ولعل اللافت للنظر أن نحو 33% من تلك العمليات التى نفذها أفراد فى هذه الفترة كانوا قد فلتوا من العقاب حيث لم تنجح الأجهزة الأمنية فى القاء القبض عليهم، وقد تنوعت تلك العمليات ما بين ما هو دينى وما هو علمانى.

هناك أيضاً ما يسمى بالإرهاب العائلى، وقد ظهر هذا النوع من الإرهاب الجديد فى العصر الحديث، وتحديداً مع الألوية الحمر بإيطاليا (منظة يسارية)، وأبرز مثال على إرهاب العائلة الواحدة هو ما حدث فى مدينة «سورابايا» الإندونيسية، حيث شاركت أسرة بأكملها (الزوج والزوجة أو الأب والأم وأبنائهما) فى عملية تفجير مجموعة من الكنائس، كما أن هناك نماذج كثيرة لإخوة مثل: الإخوة مراح، تيمور لنك، وسعيد وشريف كواتشى ومراد حميد زوج شقيقة مراد كواتشى، وإبرايم وخالد البكراوى وغيرهم كثير.

ولعل هذا النمط أو الشكل الجديد للإرهاب يمثل مؤشراً خطيراً جداً على مدى تغلغل التطرف فى داخل الأسرة الواحدة، وفى الوقت نفسه يمثل أيضاً تحدياً كبيراً للأجهزة الأمنية، وأيضاً للمجتمع، وذلك نظراً لصعوبة رصده من جهة، ومن جهة أخرى لقوة ترابط وتكتم أفراده.

ولحديثنا بقية.