عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هَذَا رَأْيِي

 

 

بماذا ننعيك وهل تسعفنا أقلامنا أن تؤتيك حقك أو أن نكتب كلمات توفيك قدرك؟ قلت ما يمليه عليك ضميرك وحسك الصحفى من أجل الوطن.. لم تهادن ولم تطلب مصلحة شخصية أو منفعة ذاتية.. قلمك لم تشوبه شائبة وضميرك لم يتوان فى الوقوف بجانب الوطن دون الأشخاص.. علمتنا أن الأوطان هى الباقية وأن الأشخاص زائلون.. علمتنا ان الحرية هى المسعى والمراد.. علمتنا ان نحترم كبيرنا وان نرعى ونعطف على صغيرنا.

علمتنا أن الانسانية تسمو فوق أى اختلاف أو خلاف فكرى أو مذهبى.. علمتنا أن التقدم فى العمر يعنى المزيد من الجهد والعطاء وليس عائقا فى محراب صاحبة الجلالة.. علمتنا كيف للكبار ان يخوضوا معارك ويمارسوا فنا من فنون المهنة وهو الحوار حتى وأنت رئيس تحرير ولم تكتف بوضع اسمك على ترويسة المجلة.. هكذا هم الكبار.. علمتنا كيف ندافع عن قناعاتنا طلما غلفاها الصواب.. كان هدفك الارتقاء بالمهنة وخدمة الزملاء.. علمتنا أن كرامة الصحفى فى زهده وعفته.. علمتنا كيف يكون رجل الدولة يحترمك صغيرهم قبل كبيرهم، ويسعى لتلبية ما تطلبه وما تريد والتى لم يكن فى يوم من الأيام سوى لمصلحة المهنة والزملاء.

ماذا نكتب فى رثائك وأنت شيخنا ومُعلمنا وقدوتنا وأستاذنا.. نعلم ويعلم الجميع أنك عانيت الكثير فى سبيل أن يبقى الأستاذ أستاذًا والمُعلم مُعلما والكبير كبيرًا.. كنت متمسكا بمبادئك حتى الرمق الأخير من عمر تمنينا أن يطول لنتعلم ما فاتنا.. نعم كنت القيمة والقامة.. صاحب الصوت العالى فى الحق الذى لم يسكته سوى ملك الموت.. كنت صاحب الذهن الحاضر والفكر المستنير والذاكرة القوية حتى لفظت أنفاسك الأخيرة.. لم ترد سائلا ولم تخيب ظن أحد من تلاميذك فى الرد على اتصاله سواء كان ليلا أو نهارا.. كان ردك هو الأمل وطاقة النور لتلاميذك والتى حرمنا منها القدر.

بفقدك فقدنا أحد أبرز رواد مهنة الصحافة ليس فى مصر فقط وإنما فى عالمنا العربى الكبير.. بفقدك فقدنا شيخا من شيخونا وعلما كان يشار إليه بالبنان. قمت بالعديد من الحوارات مع أعضاء الجماعات الإسلامية المسجونين فى ثمانينيات القرن الماضى فيما سمى بالمراجعات الفكرية للجماعة الاسلامية ونتج عنها إعلان هذه الجماعة نبذها للعنف والدخول فى حوار مع الدولة واسفرت حواراتك عن الإفراج عن عدد كبير من قيادات هذه الجماعة.

ساندت حرية الصحافة فى معركة القانون ٩٣ لسنة ١٩٩٥ ولعبت دورا فى اقناع السلطة بأن حرية الصحافة خط أحمر وفرض قيود عليها خطر على الدولة وعلى مؤسساتها، كما أن حماية المسئولين من النقد يحولهم إلى إنصاف آلهة.

تعرضت للاغتيال بسبب ادائك لعملك سواء فى مصر أو حينما كنت محررا عسكريا تغطى حرب اليمن الأولى وقمت بعملك فى غزة حينما دخلتها إسرائيل وكنت أول صحفى يحصل على تصريح من الامم المتحدة لتغطية أحداث غزة وخرجت منها عبر البحر الأحمر فى مركب شراعى..

تميز عملك بالجد والجهد والعطاء فى كافة المواقع التى شغلتها، سواء محررا أو مراسلا عسكريا أو مدير تحرير أو رئيس تحرير أو رئيس مجلس إدارة أو كاتبا للرأى. بفقدك فقدنا أحد مفكرينا المتميزين الذى عمل بجد واخلاص لخدمة قضايا الوطن

كنت متواضعا فى كل شيء زاهدًا فى كل شيء الا ما هو إضافة للمهنة ولزملاء المهنة.. لا تحمل حقدًا لأحد أو ضغينة حتى وإن اختلفوا معك فى الرأى.. الصحفى الكبير والنقابى البارز أستاذنا وأستاذ الأساتذة مكرم محمد أحمد رحلتك فى بلاط صاحبة الجلالة رحلات عطاء طويل بحاجة إلى تسجيلها ليكون طاقة نور لنا ولمن يأتى لساحة صاحبة الجلالة.. رحلة استمرت لعقود.. أستاذنا مكرم محمد أحمد لا نملك إلا أن ندعو لك بالرحمة والمغفرة وأن يجزيك عن تلاميذك خير الجزاء وللأسرة الكريمة خالص العزاء.. ونسألكم الفاتحة.

[email protected]