الانهار الدولية عابرة الحدود وهو ما يعنى أنها ليست حكرا على دولة واحدة وإنما حق لكل الدول التى تمر بها ما يعزز حق مصر والسودان فى مياه نهر النيل. والسؤال الذى يفرض نفسه هنا فى مواجهة تطورات أزمة سد النهضة موجه لدول العالم أجمع:
ماذا لو أعلنت سويسرا فى الصباح بناءَ سدٍ كبير، وحجب مياه نهر الراين عن (ألمانيا، بلچيكا، النمسا، وهولندا، وفرنسا)؟ هل تتخيلون مدينة (بون) الألمانية دون هذا النهر؟!
وماذا لو.. أعلنت ألمانيا فى الصباح بناءَ سدٍ كبير، وحجب مياه نهر الدانوب عن (النمسا، سلوفاكيا، المجر، صربيا، بلغاريا، رومانيا، مولدوفا)؟ - هل تتخيل أوربا أن ترى مدنًا مثل (فيينا، بودابست، وبلجراد) دون مرور نهر الدانوب فيها؟!
ثم ماذا لو.. أعلنت روسيا بناءَ سدٍ كبير، وحجب مياه نهردنيبر عن (بيلاروسيا وأوكرانيا)؟!.
ماذا إذا.. منعت كندا نهرسانتلورانس عن ولاية نيويورك الأمريكية؟!.. ثم أوقفت تدفق نهر كولومبيا عن ولاية واشنطن الأمريكية؟!..
ماذا سيحدث.. لو قامت (بيرو) بصلفٍ وعجرفة ببناء عدة سدود ومنعت تدفق نهر الأمازون عن البرازيل؟! - وفجأة تختفى غابات الأمازون الشهيرة!!
وماذا عن موقف روسيا.. إذا قامت الصين بوقف تدفق نهر إرتشى إليها، وتحول أجزاء كبيرة من المراعى الخضراء إلى صحاري؟
وبالعودة إلى أفريقيا.. كيف سيكون الحال إذا قامت (ليسوتو) ببناء سدٍ وحجب نهر الأورانج عن (جنوب أفريقيا وناميبيا)؟!
يا سادة الأنهار الدولية العابرة للحدود.. هى منحٌ إلهية منذ آلاف السنين، وسببٌ فى حياة الكثير من المجتمعات والبشر.. وليست فضلًا من أحد ولا مِنَّة، حتى يفكر فى السيطرة المطلقةِ عليها..
نهر النيل حقٌ تاريخيٌ وطبيعى ومصدرُ الحياةِ فى أرض مصر منذ آلاف السنين وسيبقى
لكِ يا مصر السلامة.. وسلامًا يا بلادى تحيا مصر العظمى.