رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 فقدت الصحافة  والحركة  النقابية المصرية والعربية واحدا من ابرز روادها ..  وشيخا من شيوخهما  بل علما من اعلامهما.. فقدنا الاستاذ والنقيب مكرم محمد احمد  احد الرموز الحقيقية للمهنة السامية..  وواحدا من الذين لم يتخلوا عن مبادئهم  فى الدفاع عن الوطن وعن المهنة وعن حريتها.

 فهذا الرجل كان صلبا قويا كالصخر فى مواقفة النقابية  لم يهادن  او يتراجع  عن موقف اتخذه طالما كان من اجل مصلحة المهنة ومن اجل وطنه مصر.. وله مواقف شهدتها شخصيا.

 فهو الكاتب الوحيد الذى تعرض لمحاولة اغتيال  فى القضية المعروفة إعلاميا «الناجون من النار»..  وكان هدفا لجماعات الارهاب بسبب  آرائه القوية فى مواجهتهم ..   وهو من بادر بالقيام بمجموعة من الحوارات مع أعضاء الجماعات الاسلامية المسجونين  فيما سمى بالمراجعات الفكرية للجماعة الاسلامية  و نتج عنها اعلان هذه الجماعة نبذها للعنف والدخول فى حوار مع الحكومة فى عهد  الرئيس مبارك ..  كما أسفرت عن الإفراج عن عدد كبير من قيادات هذه الجماعه.

 مكرم لم يتخل عن موقفه من رفض العنف لذا كان هدفا لجماعة الاخوان   وخاصة الزملاء الصحفيين من اتباعها ومن الذين حاولوا التسلق على  اكتاف الجماعة وقاموا بتملقها..   لكن الرجل صمد فى مواجهة هذه الهجمة ودعم الدولة المدنية الوطنية  ودعم  ثورة 30 يونيو  بقوة. 

 فقد اقتربت من النقيب مكرم محمد احمد كما كنت اناديه  فى عام 1989 عندما  اعتصمنا فى مقر النقابة لمدة شهر تقريبا بسبب عدم صرف بدل التدريب والتكنولوجيا  الذى احضره فى حملته الانتخابية..  وتم صرفه للصحف الحكومية وتم تجاهل الصحف الحزبية..  وكانت  تدور حوارات بين المعتصمين والنقيب  واعضاء المجلس وكنا مصرين ان يصرف البدل لجميع الصحفيين  ومن هذه الازمة توطدت العلاقة مع النقيب.  

لم يكن  الفقيد الكبير  نقابيا عاديا لكنه  كان يتمتع  بقدرة على الحركة  فلم يصل مسامعه ان هناك زميلا فى مازق والا تحرك  فورا   حتى يتم اخراجه من  مأزقه  وشهدت النقابة  على يديه  اعمالا كبيرة  خاصة  فى ثنائية  نافع ..  مكرم  والمقصود بها  تبادل المنصب بين الفقيدين الكبيرين ابراهيم نافع ومكرم  محمد احمد .. و كل منهما كان يستكمل عمل الثانى رغم محاولات الوقيعة بينهما .

ساند مكرم محمد حرية الصحافة فى معركة القانون 93 لسنة 95   رغم انه لم يكن نقيبا للصحفيين لكنه ساند المجلس ولعب دورا فى اقناع السلطة فى مصر ان تقييد حرية الصحافة  هو الخطر الحقيقى على الدولة ومؤسساتها  وان حماية المسئولين من النقد يحولهم  الى أنصاف  آلهة  كل فى موقعه..  وتتحول مؤسسات الدولة الى عزب  خاصة لهم.. وكان حريصا على المشاركة فى كل اجتماعات الجمعية العمومية للنقابة التى استمرت عاما كاملا حتى تم الغاء القانون المشبوه.

 وعندما  تولى   رئاسة المجلس الاعلى للاعلام  كان حريصا على  تفعيل مواثيق الشرف والاكواد الاخلاقية  وان تكون المحاسبة التأدبية  هى الأساس بعيدا عن المحاسبة الجنائية  وأصدر المجلس فى عهده سلسلة من الاكواد  الاخلاقية وكانت  امنيته التى لم تتحقق بعد هو اصدار قانون لحرية تداول المعلومات  يضمن التدفق الحر لها

رحم الله  النقيب مكرم محمد احمد  وألهم الاسرة الصحفية  المصرية والعربية واسرته الصبر والسلوان..  وندعو الله ان يدخله فسيح جناته.