رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

مع أنى واثق تماما من أنك عزيزى القارئ قد مللت من كثرة الحديث عن سد النهضة ومشكلات سد النهضة، الا ان الخطورة بهذا الموضوع قد تكون جسيمة جدا بسبب تعنت المسئولين فى اثيوبيا، فربما يحدث ما لا يتوقعه أحد نتيجة تأثر تدفق المياه فى شريان الحياة بالنسبة لشعب مصر والسودان.

الذى جعلنى أعاود الكتابة عن سد النهضة، هى الخطورة المحدقة فى حال لا قدر الله إذا اندلعت الحرب بين مصر والسودان من جانب وبين اثيوبيا كحل نهائى للمشكلة. والذى زاد من تخوفى هذه الأيام هو صمت الطرشان الذى أصاب الدول الكبرى تجاه هذا الموضوع خاصة الدول الأوروبية. صحيح ان مشكلة سد النهضة بالنسبة لدول أوروبا وما قد يترتب على تأزم الخلاف بشأنها لن تعنيها فى كثير، على اعتبار ان خسائرها ستنحصر فى الأموال التى ساهمت بها فى بناء السد، وهذه الخسائر فى تقديرهم ستعوض يومًا ما.

وجهة النظر هذه فاتها أن هذه المواجهة بين الدول الثلاث سيترتب عليها بلا شك نزوح ملايين المهاجرين من افريقيا إلى أوروبا واسيا هربًا من أهوال الحرب التى قد تدور بين الأطراف الثلاثة ومن يشاركهم فيها، فمن المتوقع ان يكون هناك دمار شامل لهذه المنطقة، إما نتيجة للحرب، وإما بسبب الفيضانات والزلازل التى ربما تحدث من المياه التى ستغرق بلاد بأكملها. فالدمار لن يقتصر أبدا على بلدان الخلاف وشعوبهم فقط، وانما قد يمتد إلى كل المنطقة، ولن يكون هناك مجال للمتضررين الا النزوح والهروب إلى دول أوروبا وآسيا.

ورغم ان أمريكا من اولى الدول التى تدخلت لحل مشكلة سد النهضة فى عهد الرئيس ترامب، فقد كان وبحق متحمسًا جدا لحل هذه المشكلة، فقد تدخل بدعوة مصر والسودان واثيوبيا لمناقشة الموضوع برعايته الشخصية، وبمشاركة وزير الخارجية الأمريكى وعضو مجلس الأمن. لقد شعر الرئيس ترامب بخطورة المشكلة وما قد يترتب عليها من اضرار بالغة، فحاول إيجاد حلا للمشكلة بنفسه، ولكن مع الأسف انتهت الاجتماعات التى تمت فى واشنطن إلى اتفاق وقعت عليه مصر والسودان، إلا أن الجانب الاثيوبى رفض التوقيع وعاد لبلاده دون إبداء أسباب.

أما عن الرئيس جو بايدن، فالبادى انه مهتم هو الاخر بموضوع سد النهضة، لكنه لم يظهر هذا الاهتمام بالشكل الذى تأمله مصر، فقد اتجه من جانبه للضغط على اثيوبيا بدعوى ان اثيوبيا لا تراعى حقوق الانسان فى الصراع الدائر فى إقليم تيغراى، متهما اياها بانتهاك حقوق الانسان وارتكبت جرائم حرب تسأل عنها أمام المحكمة الجنائية الدولية، وقد ترتب على ذلك ان قطع جزءا كبيرا من المعونة الامريكية لأثيوبيا والتهديد بتشديد العقوبات إذا لم تتوقف عن تلك التصرفات. فتدخل الرئيس جو بايدن ليس بالوضوح الكافى لكنه محاولة للضغط على اثيوبيا، فربما قد ترتدع وتفيق وتنسى من يساندها ويقف إلى جانبها.

انا اعلم جيدا ان العالم الان منشغل بكوارث المرض اللعين الذى ابتلى به المجتمع، فكل دول أوروبا تقريبا أصيبت بأضرار بالغة نتيجة هذا المرض اللعين (كورونا)، وقد تأثرت من مكافحة هذا المرض لحد ان شعوبها انقلبت عليها حكوماتها نتيجة كثرة القيود، تارة بالمظاهرات وتارة اخرى بالإضرابات، فالواضح ان دول أوروبا مشغولة الان بالمرض الخبيث كورونا، فهى ليست فى حالة تؤهلها لبحث مشاكل الدول الأخرى، فكل دولة غارقة فى مشاكلها. ولكن، ربما يأتى الوقت الذى تفيق وتعرف مدى خطورة الحرب فى افريقيا.

حفظ الله مصر والسودان، وكل عام وجميع المسلمين بخير وسعادة بمناسبة شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا جميعا بالخير وجنبنا شرور الحاقدين والكارهين.

وتحيا مصر.