رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بهدوء

 

 

جلسنا أمام التلفاز نرى مشهد نقل المومياوات من المتحف القديم إلى المتحف الجديد، ونحن نقول: الله.. الله.. الله، هذه هى مصر، وهذا هو تاريخ مصر الذى نفخر به، ويطل الرئيس وخلفه تاريخ دولة عريقة، دولة تنبعث الروح فيها من جديد، تنبعث فى لحظة تاريخية فارقة فيها مخاطر جمة، كان المعنى واضحًا للداخل تلك هى بلدكم التى تفخرون بها، انهضوا وانبعثوا من جديد فنحن فى لحظة يتعرض لها الوطن لتهديد وجودى، واصطفوا خلف القيادة والسلطة فى دولتكم العظيمة.

وكان المشهد رسالة واضحة للمحيط الإقليمى، أن مصر مهما جار عليها الزمان، ومهما مرت بها المحن، هى مصر التاريخ والحضارة، ومهما ضعفت فإن الروح تتجدد فيها من جديد، وأن مصر لها خصوصيتها التاريخية والحضارية الممتدة جذورها فى عمق التاريخ، التى تجعلها مختلفة عن محيطها العربى، لأنها تمتد قبلكم بجذورها الضاربة فى عمق الزمن، وكما قد قال هيردوت: مصر كانت ثم أتى التاريخ فهى مهد الحضارة وفجر الضمير، ولها أديانها السابقة على كل أديان السماء، تلك الأديان التى كان لها تأثيرها العميق فى صياغة كل الرسالات السماوية.

وقامت السلطة فى مصر بترميم المعبد اليهودى بالإسكندرية، والكنيسة المعلقة، وترميم تراث مصر الإسلامى وذلك ضمن خطة عامة للحفاظ على تراث مصر التاريخى والحضارى، هذا التراث الذى خلفه لنا الأجداد فى كل العصور، وصنعه المبدعون فيها ليظل شاهدا على عظمة الوطن، فقط المبدعون فى كلفة المجالات هم من صنعوا قوة مصر الحريرية، وتاريخها الحضارى.

وفى ضوء ما سبق يمكن الحديث عن أهمية دمج جميع الكفاءات فى هذا التوقيت من أجل مصر، الكفاءات التى تم استبعادها بسبب اختلاف وجهة نظرها حول أداء السلطة فى بعض الملفات والقضايا، ومصر الآن فى حاجة لكل هؤلاء، طالما كانوا بعيدين عن الفصيل الذى لا يبغى خيرًا لمصر، أن مصر ستستعيد حيويتها وقوتها متى اعتمدت على الكفاءات لا الولاءات، وأصحاب الانتماء للدولة لا الانتماء للسلطة، والموهوبين لا أنصاف الموهوبين، والمبدعين لا العاجزين فمن صنع إخراج مشهد المومياوات هو مبدع بامتياز، ومن ابتدع خراطيم المياه لتشق سد بارليف عبقرى بامتياز.

ولنكن صادقين مع أنفسنا بأن القيادة السياسية وحدها حين طرحت منطق المصالحات والصفقات السياسية مع الدول التى كانت بالأمس توفر غطاءً لأبواق الإعلام المعادية للدولة المصرية التى كانت تثير القلاقل والمشكلات، وتصغر وتضعف من حجم الإنجاز فى مصر، استطاعت القيادة والسلطة أن تحجم هؤلاء بعقد الصفقات السياسية وتنزع تأثيرهم على المجال العام فى مصر، وهنا ينبغى أن نصارح أنفسنا بأن إعلامنا بكل فصائله لم يكن إعلامًا احترافيًا ضد هذا الإعلام المعادى، ولم يستطع أن يكون قوة ودرع للدولة المصرية، وهو ما يعنى ضرورة أن تبث السلطة الروح الفتية المحترفة فى الإعلام وكل مؤسسات الدولة.

إن مصر فى لحظتها التاريخية الفارقة سوف يتسع صدرها وصدر السلطة التى تديرها بالتسامح لا الإقصاء من أجل إدماج الكفاءات للعمل والنهوض بها فى كافة المجالات لأن مصر فى لحظة بالغة الخطر لابد أن تجدد روحها، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بأن تكون العقول الحية المبدعة هى وحدها التى تجدد روح مصر.