رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

 

حظيت الزيارة التى قام بها الرئيس التونسى قيس سعيد إلى مصر لمدة ثلاثة أيام، من الجمعة إلى الأحد الماضى بدعوة من شقيقه الرئيس السيسى، باهتمام كبير فى كل من مصر وتونس، فالضيف الكبير يقوم بأول زيارة رسمية للقاهرة منذ توليه منصبه فى أكتوبر عام 2019، وقد جاءت الزيارة فى توقيت مهم تخوض فيه مصر جولة دبلوماسية مع إثيوبيا حول سد النهضة، وفى ظل الأوضاع السياسية والأمنية فى ليبيا.

فمن حيث سد النهضة فإن عضوية تونس غير الدائمة فى مجلس الأمن، باعتبارها الدولة العربية الوحيدة بالمجلس حالياً يدعم الموقف الدبلوماسى المصرى فى حشد التأييد الدولى مع مصر فى المفاوضات، وبالفعل أعلن الرئيس قيس تأييد تونس لموقف مصر فى أى محفل دولى، مؤكداً «أن موقف مصر هو موقفنا»، وأن الأمن القومى لمصر هو أمننا، وثمن الرئيس قيس جهود مصر المخلصة للتوصل إلى اتفاق عادل وشامل بشأن قواعد ملء وتشغيل السد للحفاظ على حقوق مصر المائية، مؤكداً أن تونس لن تقبل المساس بالأمن المائى المصرى.

وفى قضية ليبيا توافق الرئيس التونسى مع الرئيس السيسى على ضرورة التنسيق المشترك لإنهاء الأزمة الليبية وحرصهما على استمرار دعم الشعب الليبى الشقيق لاستكمال آليات إدارة بلاده. وتأتى أهمية حرص البلدين على إنهاء الأزمة الليبية، لأن مصر وتونس دولتا جوار مباشر تتقاسمان حدوداً ممتدة مع ليبيا، مما يؤدى إلى انعكاسات مباشرة من استمرار الأزمة الليبية على الأمن القومى لمصر وتونس.

واتفق الرئيس قيس سعيد مع الرئيس السيسى على مفهوم حماية الدولة الوطنية الذى تحدث عنه السيسى منذ توليه المسئولية فى مصر، وأكدا على أهمية دعم العمل العربى المشترك والحفاظ على الأمن القومى العربى وحماية وحدته ومواجهة التنظيمات الإرهابية وسلامة واستقلالية الدول العربية، وتعزيز مفهوم المواطنة، ورفض كافة أشكال التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية.

ومن حيث الرمزية فإن الزيارة التاريخية تؤكد اتفاق مصر وتونس على مواجهة الإرهاب الذى تمارسه جماعة الإخوان الإرهابية وفرعها فى تونس بعد إفساد مخطط الجماعة فى السيطرة على كل من مصر وتونس من خلال ما سمى بـ«ثورات الربيع العربى»، وتبين للدولتين بعد خروج جماعة الإخوان على سطح الأرض خلال العشر سنوات الماضية بعد أن كانت تعمل تحت الأرض بأن هذه الجماعة أداة فى يد منظمات خارجية تناصب الدولة الوطنية العداء، كما تبين أنهم جماعة دموية سرطانية سيتم القضاء عليهم من كافة الدول العربية. ويؤكد حديث الرئيس قيس مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن هناك توجهاً مهماً لمحاصرة الجماعة الإرهابية، وكشف أفكارها الهدامة عندما قال الرئيس التونسى إننا بحاجة إلى العمل معاً لحماية الشباب العربى من الأفكار التى تسربت لمجتمعاتنا وهى غريبة عنا ودخيلة علينا وتستغلها الجماعات المتطرفة فى تضليله، وأعلن شيخ الأزهر خلال اللقاء استعداد الأزهر لتشكيل لجنة علمية مشتركة لخدمة الثقافة الإسلامية وتعزيز العلاقات العلمية والثقافية بين جامعة الأزهر وجامعة الزيتونة.

الرئاسة التونسية أكدت أن زيارة الرئيس قيس لمصر هى لربط جسور التواصل وترسيخ التشاور والتنسيق بين قيادتى البلدين، وإرساء رؤى وتصورات جديدة لتعزيز مسار التعاون المتميز الذى يلبى التطلعات المشروعة للشعبين فى الاستمرار والنماء.

الرئيس التونسى أعرب عن سعادته بزيارة مصر، وشكر الرئيس السيسى على كرم الضيافة ودعاه إلى زيارة تونس فى أقرب فرصة، وقال قبل أن يغادر مصر إننا نحصن مجتمعنا ضد التطرف والحركات التى لا تؤمن بالدولة والمجتمعات، ونؤمن بضرورة الوعى بالمخاطر والتصدى لهما بكل الوسائل، وهذه رسالة من مصر بلد الأمن والأمان بأن جماعة الإرهاب إلى زوال، وكما زالت هذه الجماعة من مصر بإرادة الشعب وجهود القوات المسلحة ستزول من تونس ومن كافة الدول حتى التى تؤويها لأنها خلية سرطانية علاجها البتر، لحماية المجتمعات من شرورها.