رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بمناسبة شهر رمضان الفضيل يخرج علينا كبار الإعلاميين كما يدعون وفقاً لنسبة المشاهدة والملايين التى يتقاضونها والاهتمام الزائف بهم .. يخرجون علينا ليعلنوا أنهم سوف يحرموننا من الطلة البهية ومن التواجد ومن القيمة والوقت الثمين الذى نقضيه معهم ننهل من خفة ظلهم ومن صراخهم وزعيقهم وتفاهة وسخافة ما يقدمونه فلقد اشتروا الهواء والفضاء واحتلوا السماوات والشاشات يومياً على مدار ساعات وساعات، ليتحفونا بكل جديد وكل غريب وعجيب خاصةً أنهم قد اشتروا تلك المساحة الباقية من عقولنا وأعيننا فى فترة الاسترخاء والراحة بعد عناء وعذاب يوم طويل من عمل ومواصلات ومشاجرات وصداقات أفرزتها طبيعة مرحلة نعيشها من إعادة البناء فى كل المجالات ومن محاولة الإصلاح لما أفسدته عصور من الفساد فى كل مجالات ومناحى الدولة، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادى والصحى وجائحة الكورونا والفيروس واللقاح والوفيات والعزل وحالة غريبة نمر بها منذ أكثر من عام، وبعد يوم شقاء وكفاح وصراع مع قوى خفية وأخرى واضحة عشوائية يحاول الفرد أن يجد بعضا من الراحة والسلام العقلى والنفسى، فإذا به يفاجأ بهذه البرامج «الكشري» وهو تراث وفلكلور مصرى أصيل.

 إعلاميون عفا عليهم الدهر وهللوا لجميع الزعماء والرؤساء وأبنائهم وأهلهم ووزرائهم وسياساتهم، حتى الثوار والحقوقيون قد نالهم نصيب من تصفيقهم وتهليلهم وكانت معارضتهم هزلية شكلية ليضمنوا الاستمرار على الهواء، هؤلاء الآن يقدمون لنا برامج «كشري» تحوى كل شىء من أول الطبيخ إلى استضافة الفنانين وأنصاف الموهوبين وبعضاً من رياضة وأكيد خبرعالمى لا يغنى ولايسمن من جوع، وأخيراً صراخ وصداع عن قضية ما تم توجيهم إليها فإذا جميع الشاشات تعرض نفس الصور وذات التعليق بنفس النبرة والصوت والحماس الزائف محاولة منهم لدفع المشاهد الغلبان المسكين الذى أصبح فريسة لهم ولإعلامهم دفعه لأن يشعر بالانتماء والوطنية ويصفق معهم.

 ولا نجد أى إعلامى يخاطب العقول برؤية وفكر وعمق وينسب المعلومة والفكرة إلى أصحابها ويستخدم مصطلح «قائل هذه العبارة» أو أول من أثار هذه القضية فى المقال الفلانى أو الكتاب العلانى ولكن جميع الإعلاميين والإعلاميات كشكول وطبق كشرى يعرفون كل شىء ويرجع لهم الفضل فى كل معرفة ومعلومة وقضية.. أحد الإعلاميين يخبر الجمهور أن شهر رمضان ليس شهر البرامج الحوارية وإنما هو شهر المسلسلات وبرامج الطبيخ والإعلانات، هذا تصريحه وتقريره ورؤيته عن دور الإعلام فى شهر رمضان المعظم ولا عجب أن يزايد آخرون ويقولون إن شهر رمصان شهر إعلانات الشحاذة ولم الأموال باسم الزكاة والصدقات وتحقيق مليارات الأرباح لتلك الشركات من خلال هذه العادة السقيمة السخيفة التى تقلل من قيمة ومكانة مصر وشعبها وتصورنا شعبا يعيش على الصدقات والزكاة ...

الإعلام يحتاج وقفة حازمة من كل الجهات ومن الدولة فلا يعقل أن يكون هناك احتكار فى الإنتاج الدرامى والإعلامى وأن يردد الإعلاميون عبارات وكلمات واحدة مثل «الببغاوات» أو أن يفرضوا علينا هذا الكشرى من خلطات إعلامية تصيبنا بالعته والغباء والسطحية ثم نعود ونقول إن هذا هو ذوق المشاهد والمستمع، وإن الناس لا تحب الأصيل الجميل وإن الناس لا تريد أن تفكر وتتعلم وتتنور بل كفاية عليهم طبيخ ونعيق وزعيق ولعبة كورة وصراعات وهمية ومسلسلات ضرب وبلطجة وسحر وشعوذة وإعلانات تلم الأموال وتنفخ الجيوب... من يقرأ المسلسلات؟! ومن يقرر البرامج؟! ومن يعد المادة؟! ومن يقيم الأداء؟! علمياً وفكرياً ومجتمعياً وإعلامياً.. الجواب: ليس من أصحاب العلم أو الفكر أو المهنة... استمرار إعلام «الكشري» سوف يصيب المجتمع بالتلبك الفكرى... ورمضان كريم.