رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

الشخصية التى سوف أتناولها فى سطورى هذه حطمت كل قيود البيروقراطية وقهرت المرض وعلى الرغم من اننا نعمل سويا منذ اكثر من ربع قرن الا اننا لم نره على حالة الصمود التى كان عليها منذ ان حاول المرض مبارزته بشراسة، الا انه رفض ان يتوقف عن طلب العلم رغم بلوغه سن الخروج من العمل واصر صاحب هذه  الشخصية ان يبدأ حياته بعد الستين ويكون ضمن عدد قليل من كبار السن المكافحين الباحثين فى مجال المباحث العلمية، لوجود نهم لديهم فى طلب العلم.

لقد تذكرت الحديث النبوى الشريف امام قصة زميلنا ورفيق عمرنا العملى رئيس التحرير الدكتور وجدى زين الدين والذى ذكرتنى قصته بقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: «اثنان لا يشبعان طالب علم وطالب مال»، فقصة كفاحه هذه ولدت لدى الرغبة فى تناولها لما فيها من دروس يجب ان يستفيد منها جميع الطلاب الذين يذهب معظمهم للحصول على شهادة فقط دون تذوق العلم بل تجد من بينهم من يجهر بكرهه للمرحلة التعليمية، فوجدت بعد حصول الزميل المكافح انها قصة تستحق الاشادة والنشر لما فيها من دروس مستفادة ليتعلم منها كل طالب علم حتى لوكان عجوزا فوق السن التى وضعتها البيروقراطية التعليمية.

لقد راجعت نفسى كثيرا فى ان اتناول قصة الكفاح هذه او احجم عن تناولها لما فيها من اسرار شخصية فليست من مبادئى التى تعلمتها من والدى ان اخوض او افتش فى اسرار الغير ولكننى ذهبت اليه وألمحت له عن رغبتى فى ان اكتب تلك القصة بمفردها بعيدا عن تناول الرسالة ومحتواها رغم انها شيقة ورائعة والتى كان موضوعها عن الاتجاه الاشتراكى فى الابداع والنقد فى الصحافة المصرية ولكننى اخترت تناول الجانب الانسانى فى كفاحه لما ألمّ به من مخاطر صحية وتحسست مفردات الحوار معه خشية ان يحزن او اثير حالته النفسية ولكن كانت المفاجأة، عندما بادرنى، قائلا: انا ذكرت هذا لاساتذتى فى بدء مناقشة الرسالة.

وبطريقته المعتادة اجابنى ماعنديش مانع ايوة اكتبيها، لتكون طاقة نور وخيط امل لكل طالب علم صغيرا كان او كبير، فالحصول على اى درجة علمية امر طبيعى وفى اى سن لكن ما أعنيه هنا ان صاحب الرسالة هنا اصر على نيل درجة الدكتوراه رغم ما يعانيه من متاعب صحية وجسدية كانت كفيلة ان يكتفى صاحبها بأن يركن للراحة والهدوء ويستكين بعيدا عن متاعب الحياة ومشقة العمل وعلى الرغم من انه يحمل من الآلام الصعيبة بين جوانحه ما لا يستطيع كثيرون تحمله.

اصر على استكمال ما بدأه من جمع استكمال خيوط ومعلومات رسالته العلمية التى بدأها منذ 2018 عقب حصوله على درجة الماجستير او الماستر،  ففى حوارى معه عن كيفية اتمامه رسالة الدكتوراه رغم ما يعانيه من جراء اصابته بمرض عضال، اضافة لتوليه رئاسة التحرير. قال ان اصابته بمرضه كانت نقطة فارقة ولكنها لم تستطع ان تعوقنى عن استكمال الرسالة واضاف ان من نعم الله عليه انه كان قد تمكن من جمع ثلثى الرسالة قبل ان يهاجمه المرض بعام وبقى ثلثها الاخير وهنا هاجمه المرض بشكل مفاجئ لم  يكن يتوقعه وذلك منذ قرابة عام.

وقد أجرى خلالها عمليتين كبيرتين وعلى الرغم من ذلك تولد لديه اصرار على استكمال المسيرة العلمية فى البحث والدراسة حتى يستطيع ان يقهر مرضه فقام بإعداد باقى الرسالة التى كونها واختار موضوعها بنفسه وهى الفترة المفصلية التى تلت ثورة يوليه 1952 حتى عام 1967.

وقد تناول الباحث هذا الملف المهم وكان يكتب مادته وهو على سريره فى المنزل رغم كل التحذيرات الطبية من مغبة الارهاق على جسده النحيل، لكنه الآن يشعر بالفخر بشهادته العلمية التى تم منحه إياها مع مرتبة الشرف الأولى فهنيئا له تلك الدرجة العلمية رفيعة المستوى ومبروك ونتمنى ان يمن الله عليه وعلى جميع مرضانا بالشفاء العاجل يا رب.