عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

لأن القاهرة كانت تتسع دائمًا لكل ما هو عربى، ولأنها كانت وستظل أسعد العواصم بكل خطوة ذات رائحة عربية فى كل عاصمة تشاركها العضوية فى جامعة الدول العربية، فلا بد أنها تتابع بمشاعر إيجابية ما يمارسه مصطفى الكاظمى، رئيس وزراء العراق، منذ تولى منصبه قبل شهور قليلة!

فالرجل حريص منذ اللحظة الأولى التى تولى فيها المنصب على أن يقول إن بلاده عاشت عربية وسوف تظل، وأن عربيتها ليست موجهة ضد أى طرف غير عربى فى المنطقة من حولها وبالذات إيران، وإنما هى عربية تحمل تاريخًا ممتدًا فى هذا الشأن لا يمكن التخلى عنه، ولا محوه، ولا نسيانه!

والكاظمى يمارس ذلك فى ثقة وفى هدوء، ولا يرغب فى استفزاز أى طرف من بين أطراف عدة لا يسعدها بالضرورة أن تكون هذه هى خطواته.. وحين أرسل مبعوثًا منه إلى إيران يدعوها إلى ضبط حركة ميلشياتها فى داخل أرض الرافدين، فإنه كان يلفت انتباهها إلى أن بين الدولة الإيرانية والدولة العراقية حدودًا طويلة مشتركة وأنهما جارتان، وأن العراق يحفظ حقوق الدولة الجارة فى كل ما يخص الإيرانيين، وأنه ينتظر معاملة بالمثل كما تقول قواعد الدبلوماسية بين الدول!

ولكن.. ليس من الواضح أن حكومة المرشد استوعبت «الرسالة» التى حملها المبعوث العراقى، وهى لا تزال فى حاجة إلى تعيد قراءتها لعلها تحتفظ مع العراقيين بعلاقة من الجوار مستقرة، وقوية، وقادرة على مراعاة حقوق الجار!

وعندما التقى الكاظمى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك عبدالله الثانى فى العاصمة الأردنية عمان قبل فترة، فإن اللقاء على هذا المستوى بين الدول الثلاث كان يرسل «رسالة» أيضاً.. وكانت رسالته أن أى تعاون مصرى عراقى أردنى ليس موجهًا ضد طرف محدد، ولا ضد أحد بعينه، وأنه لقاء من أجل الشعوب فى الدول الثلاث.. لا أكثر من ذلك ولا أقل!

وبعدها كان رئيس وزراء العراق فى الرياض يلتقى الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، وكان يوقّع معه خمس اتفاقيات مرةً واحدة.. وكانت «الرسالة» التى خرجت من لقاء عمان الثلاثى، هى نفسها التى صدرت عن اجتماع السعودية الثنائى!

ومن الرياض توجه إلى أبوظبى، فلم تختلف «الرسالة» هذه المرة عنها فى حالتيها السابقتين.. وفى الحالات الثلاث كان لسان حال كل خطوة قطعها الكاظمى، أن شعب العراق قد أرهقته وقائع السنين الأخيرة بما يكفى.. وكذلك شعوب المنطقة من حوله.. وأن من حقها أن تعيش حياتها فى شيء من الهدوء!