عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

مر على مصر فى تاريخها الحديث زعماء عملوا على تقدمها ورفعة مكانتها وفق رؤية كل منهم وطموحاته فى تحقيق نهضتها، فمرت مصر بأربع فترات للنهضة جاءت متفرقة على مدى مائتى عام، ولم تكن لتنمية مصر اقتصاديا وتحسين معيشة المصريين الاولوية الاهم لدى قادة كل فترة، فمحمد على مؤسس مصر الحديثة رأى ان العظمة التى ينشدها تتحقق بقوة مصر العسكرية فأنشأ جيشا وطنيا قويا استطاع به تحقيق العديد من الانتصارات والفتوحات العسكرية فى السودان والحجاز والشام واليونان ووصل به الى قلب الأناضول وذلك المجد العسكرى اكسب مصر قدرا كبيرا من النفوذ والاستقلال الذاتى، وتطلب تأسيس جيش وطنى قوى توفير موارد كافية لتمويل حروبه الكثيرة مما تطلب انشاء جهاز ادارى قادر على تنمية ثروة البلاد وزيادة حصيلة الضرائب، وأنشأ المصانع للأسلحة والذخائر ولسد احتياجات الجيش المختلفة، وأقام مشروعات الرى الكبرى وحدث النظم التعليمية، ولكن مغامراته الخارجية استنزفت موارد مصر ووجهتها بعيدا عن تنمية الاقتصاد ورفع مستوى معيشة الناس.

أما عهد الخديو اسماعيل فقد شهدت مصر فيه نهضة حضارية تمثلت فى اقتباس النموذج الحضارى الأوروبى فى العمارة وتم انشاء القاهرة الحديثة ذات الطابع المعمارى الأوروبى، وكان افتتانه بمظاهر الحضارة الأوروبية وسعيه الى نقلها والاحتذاء بها فى شتى المحافل لاعتقاده أن ذلك كفيل بالاعتراف بحق مصر فى الاستقلال، وكان كلا المشروعين المجد العسكرى والفخامة الأوروبية باهظى التكلفة وفشلا فى العبور بعموم المصريين من قيعان الفقر والجهل الى مصاف الرخاء والرفاهية.

أما الحقبة الثالثة وهى ثورة ١٩ اعظم حدث سياسى فى تاريخ مصر الحديثة، فقد قامت من اجل الاستقلال التام فحققت لنا استقلالا جزئيا ولكنها للحق اورثتنا الهوية والوحدة الوطنية فى اجل صورها، بالاضافة الى تقاليد الحكم الدستورى وحرية الفكر والتعبير ولكن اخراج الناس من الفقر لم يكن ايضا من ضمن اولوياتها، اما ثورة يوليو وجمال عبدالناصر فقد ادرك اهمية التنمية ببعديها، زيادة الثروة واعادة توزيعها ولكنه اخفق ايضا فى تحقيق ذلك تحت اغراء وبريق الزعامة العربية ومكافحة الاستعمار وتزعم الحركات الثورية والتحررية وفشل فى تحقيق حلمه وفشلت الخطة الخمسية الاولى قبل ٦٧ لعجز فادح فى الموارد والتمويل، فمصر لم تنتقل الى مصاف الدول المتقدمة لعجزها عن تحقيق معدلات نمو اقتصادى مرتفعة ومستمرة لفترات ممتدة وطويلة، وهو ما لم يحدث فى الحالات الأربع للنهضة التى مرت بها مصر ولم يكن ضمن اولويات قادتها المواطن المصرى ورفاهته، فمحمد على نشد القوة والمجد العسكرى، واسماعيل الفخامة والأبهة، وثورة ١٩ الاستقلال، وعبدالناصر شغلته الزعامة، ولم تشغل رفاهة المواطن بال اي منها الى ان تولى شئون مصر وشعبها الرئيس السيسى الذى حدد بكل دقة ووضوح اهدافه فى اعادة بناء الدولة العصرية الحديثة والانسان المصرى الراقى، ورغم ما يقوم به من مشروعات هائلة وانجازات عظيمة وحركة بناء وتعمير غير مسبوقة فى تاريخ مصر القديمة والحديثة، لم يغب عن اهتمامه ولو للحظة واحدة الانسان الذى هو محور التنمية والارتقاء به وتحقيقه رفاهيته ورخاءه غايتها، فالرئيس يضع دائما نصب عينيه المواطن المصرى الكادح فلا يألو جهدا فى الارتقاء بمستوى معيشته، ويطرح المبادرة تلو الاخرى لتحسين جوانب حياته فاهتم بصحته بالقضاء على الامراض المتوطنة وتوسع فى نظام التأمين الصحى ليشمل كافة المواطنين، ومبادرته توفير السكن المناسب لسكان العشوائيات والعشش، وتحديثه منظومة التعليم، واصداره توجيهاته للأجهزة المختلفة بتبسيط الاجراءات للتيسير على المواطنين، ويحرص من حين لآخر على زيادة الماهيات والاجور والمعاشات قدر الامكان، مع التوسع فى شبكات الضمان الاجتماعى للقضاء على الفقر ومظاهره، حتى جاءت مبادرته الاخيرة حياة كريمة لكل مواطن، مترجمة بكل صدق ووضوح عن توجهاته فى تحسين مستوى معيشة الانسان والارتقاء بأحواله ليماثل قرينه فى الدول الغنية والمتقدمة، والانتقال بمصر الى مصاف الدول الغنية المتحضرة بأبنائها.

مستشار رئيس الحزب للعلاقات العامة