رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهنى

 

حالة من الفخر عاشها المصريون يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين، بعد تعويم السفينة البنمية «الجانحة» فى قناة السويس، وما تلاها من تصريحات نارية أطلقها الرئيس السيسى، محذرا بأن المساس بمياه النيل خط أحمر.

وتعبير الخط الأحمر استخدمه القائد من قبل عندما استعاد مصر من براثن الإخوان، وكرره فى الأزمة الليبية حين قال «سرت - الجفرة» خط أحمر، وها هو يستخدمه للمرة الثالثة، مؤكدا انه لا تفريط فى نقطة مياه واحدة من مياه النيل، ومن «يريد يجرب يقرب».

هذه الرسائل الواضحة التى أطلقها خلال زيارته لمجرى القناة بعد تعويم السفينة، جاءت بمثابة طمأنة للعالم على سلامة شريانهم الملاحى، وابراز قدرة المصريين على ادارته، الذين تمكنوا بسواعدهم الوطنية من تعويم السفينة بعد ستة أيام عجاف، نشرت خلالها الدعاية المغرضة والابواق الاعلامية المشبوهة اليأس والإحباط، مبشرة باستمرار الأزمة لعدة أسابيع قادمة.

لكن ارادة المصريين وثقتهم فى انفسهم وقيادتهم أنهت الأزمة، وجنبت التجارة العالمية خسائر فادحة حيث يمر بها ١٣٪ من حجم التجارة الدولية، وستبقى خسائر الأيام الستة محل تعويض من جانب شركات التأمين، بعد انهاء التحقيقات حول اسباب «شحوط» السفينة.

من هنا جاءت تصريحات الرئيس فى توقيتها تماما بعبارات دقيقة ولغة محسوبة، من قيادة سياسية حكيمة تفرق تماما بين التحذير والتهديد والانذار، يوضح ذلك الرسائل الحاسمة التى أطلقها الرئيس من فوق سطح مياه القناة فى تلغرافات سريعة لكنها تحمل معانى كبيرة، ومن ابرزها:

أولا: ان مصر لا تهدد أحدا، ومازلت تتمسك بمعركة التفاوض فهو خيارها حتى الآن، ساعية للتوصل لاتفاق حول سد النهضة، من خلال المواثيق والاتفاقات الدولية للمياه، واعلان المبادئ الثلاثى عام ٢٠١٥ الذى حدد سنوات ملء السد الاثيوبى، وطريقة تشغيله بإدارة ثلاثية بين مصر والسودان واثيوبيا.

ثانيا: على الرغم من ذلك إلا أنه لا أحد بعيدا عن قدرات مصر ورد فعلها، الذى سيؤثر على المنطقة بالكامل حال المساس بحصتها من المياه، يعزز ذلك قدرتها التسليحية التى تطول أبعد مدى لفرض ارادتها فى الوقت المناسب.

ثالثا: ستظل قناة السويس قوية وقادرة على تلبية متطلبات التجارة العالمية، من خلال استمرار عمليات التطوير والتحديث لمنظومة العمل داخل هيئة القناة، وإذا كانت هناك مستلزمات ومعدات تحتاج إليها، سيجرى التعاقد عليها فورا، ولا توجد اى مشاكل فى تمويل شرائها.

رابعا: سيتم دراسة آثار الازمة، ومدى جدوى توسعة المدخل الجنوبى للقناة، باعتبار ان ما حدث يعد موقفا استثنائيا، والأمر هنا متروك للفنيين لإعداد الجدوى الاقتصادية منه، وما يترتب على ذلك من اجراءات لتطوير حركة التجارة العالمية.

تلك كانت أهم الرسائل الواردة فى كلمة الرئيس الحاسمة، التى بعث بها للعالم أجمع، بعد عودة الملاحة إلى طبيعتها بالقناة بفضل نجاح المصريين فى تعويم السفينة «الجانحة».