عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

 

 

أستكمل معكم اليوم حديثى حول مفهوم (الإرهاب الجديد)،  وسأحاول بداية خلال تلك السطور أن أرصد لكم بعض النقاط الأساسية لتوضيح وتبسيط الفرق ما بين مفهومى الإرهاب التقليدى والإرهاب الجديد،  فالإرهاب التقليدى يعمل غالبا فى نطاق محلى، أما الإرهاب الجديد فأصبح عابرا للحدود.

أيضا الإرهاب التقليدى كما يعرف معظمنا يقوم على  البنية التنظيمية الهرمية المعتادة، أما الإرهاب الجديد فيعتمد فى شكل تنظيمه على البنية الشبكية الحديثة.

كذلك الإرهاب التقليدى بدت الدوافع الأساسية وراءه منصبه على السياسات والقوميات، أما الإرهاب الجديد فنجد أن دوافعه تتمحور حول الفاشية والأصوليات الدينية.

الإرهاب التقليدى استعمل ويستعمل ما يعرف بالعنف المحدود، فى حين أن الإرهاب الجديد يستعمل عنفا بعيد المدى أو ما يمكن أن نعرفه بالعنف الشامل.

ومما سبق  يمكننا الإيجاز والقول بأن الإرهاب الجديد أصبح يشكل مصدر خطر كبيرا على النظام العالمى والتعايش بشكل سلمى بخلاف الإرهاب التقليدى الذى لم يكن ليشكل هذا الخطر أو التهديد.

ولو انتقلنا الآن إلى  الإجابة عن سؤال: ولماذا ظهر الإرهاب الجديد؟؟  فإننا سنكون أمام محاولة لرصد أهم دوافع ظهور الإرهاب أو بمعنى آخر محركاته، والتى يمكن أن نجملها فى الآتى: ظهور داعش ودعوتهم إلى تكسير الحدود، أزمة الخطاب الدينى الرسمى ومؤسساته، الاسلاموفوبيا وتنامى المد اليمنيى المتطرف، النزاع بين وداخل الحركات المتطرفة، بروز الحديث حول ما يعرف بفكرة النقاء العرقى، الخوف من الآخر المختلف وشيوع فكرة نظريات  المؤامرة، الخوف كذلك من المستقبل، وغموض مستقبل الأجيال القادمة، وبالطبع وجود أزمة كبيرة فى مسألة الهوية أو الهويات، ظهور أشباه الدول وتعثر بعض الدول الوطنية أو القطرية، كذلك الحروب الاقتصادية واغتيال الشعوب.

 ولعلى أجد أيضا أن ظهور وتنامى  النزاعات الاستهلاكية والعدمية والفردانية المتطرفة من أهم أسباب ظهور هذا النوع من الإرهاب الجديد الخطير على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

ولو دققنا قليلا لوجدنا أن كل تلك الأسباب أو المحركات إنما هى بالأساس نفس أهم معالم عالمنا المعاش اليوم. فملامح هذا الوضع العالمى المتناقض هى التى شكلت وتشكل المحركات الأساسية لما عرف ويعرف بـ(الإرهاب الجديد)، فكم هو معقد للغاية ومتشابك هذا الواقع المعاش بحيث أصبح من الصعوبة بمكان التنبؤ بشكل مستقبل الدول والشعوب، وصرنا نعيش فى حالة عالمية تتميز بعدم اليقين والجهل والمفارقات الغربية والعجيبة وانتشار الجهل.

وبالرجوع إلى الوراء قليلا والتفكير كثيرا... سنجد أن (الإرهاب) بشكل عام وببساطة شديدة  إنما هو مرادف لمفهوم  (التطرف)، أو بمعنى آخر يمكننا القول بأن التطرف هو الذى يحرك الإرهاب، وهذا التطرف قد يكون فكريا، عرقيا،  سياسيا، دينيا، أو حتى تطرفا فى فهم وبالتالى الدافع عن مسألة الهوية، والتطرف بطبيعة الحال له شقان، شق نظرى أو فكرى وعقائدى، وشق آخر عملى يتمثل فى استخدام العنف للدفاع عن الشق الأول المرتبط باعتناق فكر أو عقيدة ما، وبمعنى آخر أيضا يمكننا القول بأن التطرف هو ما يعطى المبرر للجوء إلى العنف، ولكن التطرف يقف عند استخدام العنف اللفظى أو الرمزى، أما الإرهاب فينتقل من المعنوى إلى المادى أى استخدام العنف الذى يحدث آثار مادية جسيمة فى الأرواح والممتلكات.

ولحديثنا بقية...