رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

 

خسر الرجل عمله بسبب كورونا، وضاق به الحال، ولأن زوجته طالبته بالبحث عن عمل بدلا من «القعدة» بالبيت، خرج وراءها للشارع وهى متجهة لعملها، وانهال عليها طعنا بالسكين، رأته سيده وصرخت به ليتوقف، قال لها «لو لسة فيها نفس هاقتلها تانى» ووقف بجانب جثة شريكة عمره الغارقة فى الدماء يدخن السجائر فى برود ويردد «نصيبها كده».

فعلا نصيب المرأة المصرية غالبا «كده».. أن تصبح ضحية على يد جلاد رجل، يقتلها جسديا أو معنويا، يغتصبها، ينتهك آدميتها، يمارس ضدها كل أنواع العنف والقهر، يتعامل معها كخادمة، كجارية، كوعاء له، الجلاد موجود على كل المستويات وداخل كل الفئات الذكورية، أخ، أب، زوج، قريب أو زميل أو غريب متحرش، وأمام ما تعانى منه البنت.. المرأة المصرية، فلتذهب كل المواثيق.. العهود.. الاتفاقيات.. البرتوكولات.. المؤتمرات المتشدقة بحقوق وحماية المرأة إلى الجحيم.

أمل طالبة الثانوى من المنصورة، فتمت تبرئة من اتهمته باختطافها واغتصابها بعد ان ولدت طفلة من جريمة الاغتصاب «اللهم لا اعتراض على حكم المحكمة» فقد اعترضت النيابة وطعنت على حكم البراءة، الطبيبة التى قيل إنها ألقت بنفسها من «البلكون» فى السلام بعد أن انتهك جيرانها حرمة بيتها واقتحموه، الطب الشرعى اخذ منها مسحة «مهبلية» ليفحص اذا كانت مارست الجنس قبل الواقعة أو لا، أى الضحية تم التهجم على منزلها من بلطجية، اعتدوا عليها بالضرب لدرجة انهيارها وانتحارها وفقا للرواية حتى الآن، وهذا ليس كافيا، بل تفتش مؤسسة العدالة فى شرفها، عسى أن يكون موضوع الشرف مبررا للمعتدين القتلة.

فتاة كانت تستقل ميكروباص، أبلغت عن متحرش بها داخل الميكروباص، قالوا لها لا يوجد دليل ضده.. وتركوه، أخرى قامت بتصوير المتحرش بهاتفها، لاموها ووصفوها بقلة الحياء لأنها صورت تحرشه، الفتاة منة.. المعروفة بفتاة «التيك توك» وليس «التوك توك»، لن أتحدث عن ما تعرضت له من اختطاف واغتصاب وتصوير، لا سأتحدث عن إعلام نشر اسم وصورة الضحية واضحة، لكنه قام بتغطية وجه المعتدى المجرم، حرصا على عدم فضحه «يا سلام» فيه أجمل من كده، يتم فضح المجنى عليها وترويج مقاطع الفيديو عنها، والمغتصب المجرم الذى فضحها، نتستر على ملامح «أمه»، وهو امر متكرر فى التناول الإعلامى، للجرائم التى تتعرض لها الفتيات والنساء من اغتصاب وتحرش وانتهاك، يتم إظهار الضحية الأنثى، ونخفى وجه المجرم الذكر من اجل مستقبله، ولتذهب الضحية إلى الجحيم، حتى لا تقوم لها قائمة بعد ذلك، وحبذا لو تم وأدها وارتاح المجتمع.

حتى الأطفال الإناث لم يسلمن من التنكيل والعنف والاغتصاب والفضح، وصفحات الحوادث مسجل بها ما لا يعد من هتك عرض لطفلة هنا أو هناك، أو اختطافها واغتصابها وقتلها وإلقائها فى القمامة، ولا يسلم من ذلك «طفلة ترتدى بامبرز»، ولا ننسى مؤخرا طفلة المعادى التى استدرجها المتحرش، تم نشر صور الطفلة لتدمير مستقبلها كله، وانبرى المجتمع يدافع عن نشر وجه المتحرش حرصا على عدم فضحه ولحماية مستقبل أسرته، وكأنه لم يعلم هو نفسه أن لديه أسرة عليه الحفاظ عليها وعلى سمعتها والتوقف عن الشذوذ الذى يمارسه، وكأن أولاده اغلى على المجتمع من الطفلة الضحية، والأغرب أن الفتاة التى صورت الواقعة، تم تأنيبها وتعنيفها لأنها فضحت الجريمة وأنقذت الطفلة من الاغتصاب.

المجتمع يلوم الأنثى الضحية، ويلقى باللوم على طريقة لبسها، تعاملها، وبأنها السبب فى «إثارة شهوة» الوحش الآدمى ليغتصبها وينتهكها «حتى لو كانت طفلة ترتدى بامبرز»، المجتمع يلوم المرأة المعنفة، بأنها تستفز الرجل ليضربها ويكسر عظامها، انه تطبيع للعنف ضد المرأة.. ضدى.. وللحديث بقية

 

[email protected]