عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

كل يوم يتبين لنا أن الرئيس التركى أردوغان يجيد ابتزاز الاتحاد الأوروبى، ويعمل على أساس أنه إذا لم يكن فى إمكانه إدخال بلاده عضواً فى الاتحاد، فليس أقل من الحصول منه على كل ما هو ممكن ومتاح!.. أما المبررات عنده فكثيرة وجاهزة! 

وعندما عقد الاتحاد قمة بين قادته الخميس ٢٥ مارس، كان من بين بنودها مغازلة أردوغان بما يجعله يكف عن مضايقة الدول الأعضاء! 

ومن فترة كانت الورقة الجاهزة فى يد تركيا هى ورقة المهاجرين من دول أخرى إلى الأراضى التركية، وبالذات من أرض سوريا المجاورة، وكان الرئيس التركى يهدد من وقت إلى آخر بأن هؤلاء المهاجرين يمثلون عبئاً على اقتصاده، وأنه قد لا يستطيع الاحتفاظ بهم فوق أرض بلده! 

وكان معنى هذا فى نظره أن الاتحاد الذى تتماس حدوده الجنوبية مع حدود تركيا مدعو إلى المساعدة فى تكلفة الاحتفاظ بالمهاجرين بين المواطنين الأتراك.. ولم يكن الاتحاد يتأخر فى مقره فى بلجيكا، وكان فى مرات سابقة يبذل لأردوغان ما يستطيعه من أموال، ولكن أردوغان لم يكن يشبع ولا يزال! 

وفى الفترة الأخيرة راح يضيف ورقة جديدة فى أوراق الابتزاز، وكانت هذه الورقة الجديدة هى المشاكل التى يثيرها مع اليونان، عضو الاتحاد، وإحدى دوله المطلة على البحر المتوسط!.. وكان التوقف عن إثارة المشاكل من جانبه مرهوناً بقدرة الاتحاد على بذل ما يستطيع من مساعدات، ومن جديد فإنه لم يتأخر عن الوعد بتقديم المزيد فى اجتماع الخميس فى العاصمة البلجيكية بروكسل! 

ومما قيل فى الاجتماع أن الاتحاد سوف يقدم ما يقدر عليه من الدعم للأتراك، وأنه سوف يمنح تركيا مدة للاختبار تصل إلى ثلاثة أشهر، وأنه بعدها سوف ينظر ما إذا كان أردوغان قد التزم أم لا، وما إذا كانت العقوبات عليه كأداة واجبة أم لا؟!.. وبالطبع، فإن سيد أنقرة سوف يعمل خلال الأشهر الثلاثة على تجنب العقوبات وعلى جنى المكافآت فى ذات الوقت! 

والغالب أن هذا كله كان حاضراً فى ذهن صانع القرار فى القاهرة، وهو يتلقى رسائل أردوغانية متتالية عن الرغبة فى تحسين العلاقات التركية المصرية، ورغم أن أردوغان قدم ما يشبه العربون فى سبيل هذا التحسين، إلا أن المنطق الذى يحكم علاقته مع الاتحاد سوف يظل يعبّر عن طبيعة فيه!